اخبار الاردن
موقع كل يوم -سواليف
نشر بتاريخ: ١٢ أيار ٢٠٢٥
#سواليف
في تطوّر غير مسبوق، يبدو أن مسار #الحرب على #غزة يشهد تحوّلاً استراتيجيًا، مع اقتراب إنجاز #اتفاق بين حركة #حماس و #الولايات_المتحدة للإفراج عن الجندي الأمريكي المحتجز لديها، #عيدان_ألكسندر.
هذا الحدث، إن اكتمل، لن يكون مجرّد #صفقة_تبادل، بل مؤشّرًا عميق الدلالة على تغيّرات جارية في مواقف القوى الكبرى، وعلى رأسها #واشنطن، التي باتت تنخرط في #مفاوضات_مباشرة مع حماس، بعيدًا عن قنوات التنسيق المعتادة مع #تل_أبيب.
اختراق للموقف الإسرائيلي
في هذا السياق، قال رئيس تحرير جريدة /الشرق/ القطرية، جابر الحرمي، إن 'إذا ما أنجز الإتفاق بين أمريكا وحماس للإفراج عن الأسير الأمريكي المحتجز لدى حماس عيدان الكسندر، واكتمل بتسلم المبعوث الأمريكي #ويتكوف بنفسه للأسير، فإن 'تحولًا مهمًا' قد طرأ على مشهد العدوان الإسرائيلي على غزة، أبرزه بدء التفاوض الأمريكي مع حماس دون (وصاية) الكيان الإسرائيلي، والاعتراف الضمني بها'.
وأضاف الحرمي، في تغريدة عبر منصة 'إكس' (تويتر سابقًا)، أن هذه الخطوة تمثل 'ضربة قاسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ظل يُصرّ على أن تكون قنوات الاتصال الخاصة بالأسرى عبر إسرائيل فقط'، معتبرًا أن هذه الصفقة حال اكتمالها 'تمثل اختراقًا للموقف الإسرائيلي وإقصاءً لتل أبيب من المشهد التفاوضي'.
وأشار إلى أن 'دخول أمريكا في خط التفاوض المباشر مع حماس يكشف عدم ثقتها بوعود نتنياهو القائلة بإخراج الأسرى بالقوة العسكرية، وهي وعود فشلت في تحقيق أي نتيجة طوال عام ونصف من حرب إبادة ومجازر غير مسبوقة. كما أن هذه الخطوة ستُعمّق الضغوط الداخلية على نتنياهو، وتُربك حساباته السياسية والعسكرية'.
من جهته، علّق الباحث في مركز الجزيرة للدراسات، لقاء مكي، بأن 'حماس قد لا تحصل على مقابل مباشر لقاء إطلاق عيدان ألكسندر، لكنها في المقابل تحقق #مكاسب_استراتيجية مضاعفة'.
وأوضح مكي، في تغريدة عبر 'إكس'، أن الحركة 'ربحت عبر هذه الخطوة زرع الشك بين أميركا وإسرائيل، وكشفت تهاوي مكانة نتنياهو أمام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كما أظهرت مدى تفاهة قيمة حياة الإسرائيليين في نظر قادتهم مقارنة بالأمريكيين، وربحت – الأهم – سابقة التفاوض المباشر مع واشنطن دون علم إسرائيل أو موافقتها'.
وأضاف: 'أما إذا التزمت واشنطن بمحاولة الضغط على نتنياهو لوقف الحرب، فإن ذلك سيكون المكسب الأكبر لحماس، لأنه سيُنهي الحرب دون الرضوخ لمعادلة نتنياهو الصفرية، بل سيسهم في القضاء عليه سياسيًا ويدخل إسرائيل في أزمة داخلية قد تنتهي بانتخابات مبكرة'.
تحوّل حاسم
وفي السياق نفسه، اعتبر مكي أن 'إطلاق سراح الجندي الأمريكي يعد نجاحًا للدبلوماسية القطرية والمصرية، التي رتبت مع حماس خطوة دفعت نتنياهو إلى زاوية العجز والارتباك، لتصوّره أمام الداخل الإسرائيلي والعالم كشخص (لا يعي ما يجري من حوله)'.
وأوضح أن ' #نتنياهو بات في موقف يشبه (من يحمل حزامًا ناسفًا)، فإما أن يخضع لإرادة ترامب وينتحر سياسيًا، أو يرفض ويواصل الحرب، مجازفًا بعداء أمريكي قد يُفضي إلى عزله وفرض انتخابات داخل إسرائيل'.
واختتم مكي تحليله بالقول: 'الدبلوماسية العربية بدأت تفعل الفارق، وإن صحّت الأنباء عن اعتزام ترامب الاعتراف بدولة فلسطينية ضمن صفقة مع السعودية، فإننا سنكون أمام تحوّل حاسم في مسار القضية الفلسطينية'.
فشل استراتيجية العزل
من جانبه، قال الباحث في الشأن السياسي والاستراتيجي سعيد زياد، إن ما يجري 'يمثل حراكًا غير مسبوق بغض النظر عن نتائج المفاوضات'.
وأشار، في تغريدة عبر 'إكس'، إلى أن 'المفاوضات المباشرة بين واشنطن وحماس لا تعني اعترافًا رسميًا بالحركة، بل تعكس حسابات الضرر والاستنزاف الناتجة عن طول أمد الحرب'.
وبيّن أن الإدارة الأمريكية لم تعد تُقدّم نفسها كوسيط للسلام، بل باتت طرفًا قلقًا على مصالحها الإقليمية، المهددة بفعل سلوك الاحتلال العدواني والفوضى التي خلّفتها الحرب'.
واعتبر زياد أن 'القبول الأمريكي بالتفاوض مع حركة مصنفة كـ(إرهابية) هو اعتراف بفشل استراتيجية العزل، ودليل على اضطرار واشنطن للتعامل مع واقع جديد فرضته المقاومة الفلسطينية بقوة الميدان والسياسة معًا'.