اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
أرقام قياسية صادمة عن حجم تمويل امريكا لحروب إسرائيل!
في زحمة التداعيات الإنسانية والأخلاقية للحرب الإسرائيلية على غزة يغيب عن الواجهة حجم الإنفاق المالي الأميركي على هذه الحرب التي أكملت اليوم عامها الثاني.
وعلى نحو متكرر تعج شوارع الولايات المتحدة بالمظاهرات الرافضة لدعم واشنطن حروب إسرائيل في الشرق الأوسط، لكن معظم المتظاهرين يختزلون هذا الدعم في التغطية السياسية والردع العسكري ويجهلون أنهم هم أنفسهم يسددون من عرقهم تكاليف هذه الحروب.
وقد كشفت صحيفة نيوزويك اليوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة صرفت 30 مليار دولار على حرب غزة والصراعات المرتبطة بها في الشرق الأوسط.
وأوضحت الصحيفة أن 21 مليار دولار صُرفت على الدعم العسكري المباشر لإسرائيل، في حين صُرف الباقي على الجبهات ذات الصلة.
قنابل بعرق العمال
وبحسب دراسة أنجزها مشروع 'تكاليف الحرب' في معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون، فرضت حرب غزة أعباء مالية كبيرة على دافعي الضرائب الأميركيين.
وبين أكتوبر/تشرين الأول 2023 وسبتمبر/أيلول 2025 خصصت الولايات المتحدة 21.7 مليار دولار مساعدات عسكرية لحليفتها الرئيسية في الشرق الأوسط.
وأنفقت الولايات المتحدة مبلغا إضافيا يتراوح بين 9.65 و12.07 مليار دولار على العمليات التي نُفذت في اليمن وإيران وأماكن أخرى بالمنطقة فيما يتعلق بامتداد الصراع.
وفي السنة الأولى وحدها من الحرب على غزة قدّمت الولايات المتحدة لإسرائيل دعما عسكريا بقيمة 17.9 مليار دولار، وهو أعلى مستوى على الإطلاق في تاريخ البلدين الحليفين.
وعلى الرغم من الدعم الحكومي المطلق لإسرائيل من طرف إدارة ترامب ومن قبلها إدارة الرئيس جو بايدن فإن استطلاعات الرأي الأخيرة تُظهر أن آراء الجمهور الأميركي قد تغيرت بشكل كبير منذ بدء الحرب.
وأظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي أن 34% يتعاطفون مع إسرائيل، في حين يتعاطف مع فلسطين 36%.
وأظهر الاستطلاع أن 51% يعارضون تقديم دعم اقتصادي وعسكري إضافي لإسرائيل.
وقد صاحب هذا التوجه احتجاجات مستمرة في الولايات المتحدة وخارجها ضد جرائم الحرب الإسرائيلية، بما في ذلك استهداف المدنيين وحجب المساعدات عن غزة.
إذكاء الصراع والانتقام
بدوره، يرى الباحث وليام دي هارتونغ -الذي شارك في كتابة التقرير- أن هذا الدعم الهائل لا يخدم المصالح الأميركية 'فقد خُصص معظمها لتمكين الهجمات الإسرائيلية على غزة، وهي هجمات لا تتناسب مع هجوم حماس، وستخلق عداوة تجاه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وخارجه لسنوات مقبلة، مما يُعقّد قدرتنا على الحصول على الدعم في قضايا أخرى'.
وأضاف دي هارتونغ أن تمويل أميركيا هجمات إسرائيل في المنطقة مثل قصف إيران من شأنه أن يحفز على الانتقام والتصعيد بدلا من أن يسهم في استقرار المنطقة.
ويلفت إلى أن تمويل حروب إسرائيل حاليا اختلف عما كان عليه الحال قبل عقود عندما كانت المساعدات الأميركية تتوقف عند ما يكفي لردع الدول العربية عن مهاجمة إسرائيل كما فعلت في عامي 1967 و1973.
وشاركت في إعداد التقرير أيضا المحاضرة في كلية كينيدي بجامعة هارفارد ليندا بيلمز.
وترى بيلمز أن 'للرأي العام الأميركي الحق في معرفة كيفية استخدام التمويل الأميركي في الصراعات، وأن يدرك أن الأنشطة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط تنطوي على تكاليف مالية باهظة على دافعي الضرائب'.
ويأتي الكشف عن هذه الأرقام بالتزامن مع مرور سنتين على عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على قواعد ومستوطنات الاحتلال في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومنذ ذلك التاريخ تشن إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية على غزة أدت حتى الحين إلى استشهاد أزيد من 67 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، إلى جانب تهجير وتجويع كافة السكان وهدم 80% من المباني السكنية والمرافق المدنية.
المصدر: نيوزويك