اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٣٠ تموز ٢٠٢٥
'لا يوجد شخص متعثر... بل شخص اختار ألّا يتحرك'
كتب وسام السعيد - تحليل في عمق الذهنية الفردية ومسؤولية الاختيار في زمن التحديات في المجتمعات التي تواجه ضغوطًا اقتصادية ومعيشية متراكمة، تبرز مفردات مثل 'التعثّر'، 'سوء الحظ'، و'الظروف القاهرة' كأعذار جاهزة تُستخدم في كل حديث عن الفشل أو الإخفاق.
لكن السؤال الأهم الذي يجب أن يُطرح هنا:
هل 'التعثر' صفة تُلصَق بالإنسان، أم قرار يتخذه دون وعي؟ بين الواقع والتبرير صحيح أن الفقر، قلّة الفرص، والتحيّزات الاجتماعية عوامل لا يمكن إنكارها.
لكن الصحيح أيضًا أن الإرادة، المحاولة، وتكرار السقوط والوقوف، أقوى بكثير من قوائم الأعذار التي نحملها ونعلّقها على أبواب المجتمع.
ما يثير القلق في ظاهرة 'الاعتكاف خلف التعثر' هو أنها أصبحت ثقافة شبه جماعية؛ حيث نرى شريحة كبيرة من الناس تتعامل مع حياتها وكأنها مسلسل درامي مليء بالخذلان، بينما الحقيقة أنهم:
لم يطرقوا أي باب، لم يتعلموا مهارة جديدة، ولم يغادروا دائرة الكسل الذهني والروتين اليومي.
وهم 'المتعثر'
الشخص الذي يُعرّف نفسه بأنه 'متعثر' دون أن يسعى للخروج من وضعه، في الواقع اختار الاستسلام.
نعم، اختاره
عبر: تكرار العبارات السلبية، التهرب من المسؤولية، وإلقاء اللوم على الدولة، والمجتمع، والعائلة، وحتى الأقدار! فهو لا يبحث عن حلول، بل عن مبرّرات.
يطلب من الحياة أن تنصفه، دون أن يُنصف نفسه بالسعي. يريد نتائج مختلفة، دون أن يُغيّر من ذاته شيئًا.
أمثلة حيّة...
وفرص متاحة في نفس المدينة التي يشتكي فيها شخص من البطالة، نجد آخر:
يطرق أبواب التعلم الإلكتروني، يفتتح مشروعًا بسيطًا، أو يسعى لتطوير ذاته بأي وسيلة متاحة.
السؤال: هل هؤلاء محظوظون؟
أم أنهم فقط أكثر شجاعة في مواجهة أنفسهم؟
في عصر الإنترنت، من لا يتعلم فهو لا يريد أن يتعلم.
وفي زمن الفرص الرقمية، من لا يملك مصدر دخل، فقد تكون مشكلته في ذهنيته، لا في فرصته.
ثقافة الركود لا تُنتج شيئًا التعثر الحقيقي ليس أن تقع، بل أن تعتاد الأرض.
أن تستريح للفشل، وتتحول إلى ناقد للناجحين، وتُتقن فن تبرير العجز وتصديره كـ'حكمة'! التعثر الحقيقي لا يكمن في قلة المال أو الفرص، بل في كثرة التبرير وقلة المحاولة.
فـ'التعثر' أحيانًا مجرد ستار للكسل، وذريعة يُبرر بها البعض فشله المتكرر في الانطلاق.
الخلاصة:
'التعثر' ليس هوية، بل مرحلة مؤقتة.
والفرق الوحيد بين من يخرج منها ومن يغرق فيها،
هو سؤال بسيط: هل تريد فعلاً أن تنهض؟ أم أنك فقط تريد أن يشفق عليك الآخرون؟