دوناروما خارج أسوار باريس

عشية خوضه نهائي كأس السوبر الأوروبي ضد توتنهام صنع باريس سان جيرمان الحدث في مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية، بعد قرار المدرب لويس أنريكي إبعاد الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما، في ظل تعثر المفاوضات لتمديد عقده قبل نهايته الصيف المقبل، ما دفع اللاعب الى الخروج عبر حسابه في انستغرام برسالة موجهة الى جماهير النادي وزملائه، تحمل كلمات وداع مفعمة بالمشاعر، تنهي قصة جميلة دامت سنوات طويلة، وتفتح الباب أمام البديل لوكاس شوفالييه لخلافته، وبابا آخر لرحيل الإيطالي نحو الدوري الإنكليزي الممتاز للعب في صفوف السيتي، تشيلسي و مانشستر يونايتد، اضافة الى جوفنتوس الذي أبدى استعداده لدفع مبلغ 50 مليون يورو التي يطالب بها الفريق الباريسي.

باريس سان جيرمان فقد صبره بعد تردد دوناروما في تمديد عقده الى ما بعد صيف 2026 ، في وقت أراد الحارس الإيطالي الاستمرار في تشريف عقده دون تجديد، ومن ثم الرحيل حرا نهاية الموسم حتى ولو بقي في الاحتياط بعد انتداب حارس ليل الواعد لوكاس شوفالييه، الذي فضل لويس أنريكي الاعتماد عليه الليلة في نهائي كأس السوبر الأوروبي، لينقلب بعدها الوضع كلية بعد الندوة الصحافية التي عقدها المدرب لويس أنريكي وأعلن فيها تحمل كامل المسؤولية في إبعاد دوناروما والاعتماد على الوافد الجديد شوفالييه، رغم اعترافه بخصال الإيطالي الشخصية وإمكانياته الفنية ودوره في تحقيق دوري الأبطال الموسم الماضي، معلنا عن مواصفات جديدة لحارس المرمى الذي يحتاجه الفريق في المرحلة المقبلة التي تتطلب في تقديره نفسا جديدا ووجها جديدا في حراسة المرمى.

جيانلويجي دوناروما خرج عن صمته مباشرة بعد إبعاده وكتب رسالة طويلة نشرها على حسابه في انستغرام موجهة لجماهير النادي وزملائه، باللغات الفرنسية والإيطالية والإنكليزية، عبر فيها عن إحباطه وخيبة أمله قائلا: “مع الأسف أحدهم قرر أنني لم أعد أستطيع أن أكون جزءا من الفريق والمساهمة في نجاحه”، مضيفا: ” منذ يومي الأول هنا، قدمت كل شيء في الملعب وخارجه، من أجل كسب مكانتي والدفاع عن مرمى باريس سان جيرمان، لقد كان اللعب لهذا النادي والعيش في باريس شرفا عظيما لي، لذلك سأحتفظ دائما بذكريات جميلة مع جماهير جعلتني أشعر وكأنني في بيتي، مع عائلتي الثانية من زملائي اللاعبين الذين أشكرهم بدورهم وأبقى أعتبرهم اخوتي ، خضت معهم معارك مختلفة”.

الصدمة كانت كبيرة على اللاعب وجماهير النادي وزملائه الذين صدمتهم رسالة دوناروما أكثر ماللعب،قرار المدرب عدم الاعتماد على زميلهم في أولى مباريات الفريق هذا الموسم، حيث عبر عثمان ديمبلي عن تضامنه مع حارس فريقه ، بينما تباينت ردود فعل باقي اللاعبين، مما ينذر في حدوث شرخ وسط المجموعة عشية مباراة هامة وموسم أهم وصعب وطويل وشاق، يقتضي مزيدا من رصّ الصفوف في أوساط المجموعة سواء في غرف الملابس أو ميادين اللعب، ومزيدا من التلاحم مع جماهير الفريق التي تفاجأت بدورها بقرار المدرب لويس أنريكي الاستغناء عن أحد أعمدة الفريق، وراحت تتخوف من تأثير ذلك على معنويات اللاعبين وانعكاسه سلبا على المستوى والمردود العام .

ما حدث فسح المجال أمام أندية كثيرة عبرت عن استعدادها للاستفادة من خدمات الحارس الإيطالي المطلوب أكثر في إنكلترا من طرف السيتي، المان يونايتد وتشيلسي. ورغم اقتراب موعد انطلاق الدوري الإنكليزي الممتاز، ورغم المطالب المالية الكبيرة من إدارة باريس سان جيرمان التي حددت مبلغ 50 مليون يورو للاستغناء عن أحد أفضل حراس المرمى في العالم حاليا، تقرر الاستغناء عنه لأنه رفض التمديد، وبعد أن وجد الفريق بديلا متميزا له، قرر الحارس الإيطالي الرحيل بعد أن شعر بالتهميش وسوء التقدير، لكن الكرة الحديثة لا تعترف بالمشاعر والعواطف عندما تصطدم مع المصالح والنوايا.

إعلامي جزائري