اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
السوسنة - أثارت واقعة تعنيف طلاب على يد مديرة مدرسة في مدينة داريا بريف دمشق موجة من الغضب والانتقاد على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار مقطع فيديو يُظهر المديرة وهي تضرب أحد الطلاب وتقوم بجزّ شعره أمام زملائه، في مشهد وصفه كثيرون بـ'المهين'.
واعتبر ناشطون أن مثل هذه السلوكيات تزرع كراهية التعليم في نفوس التلاميذ، وتتنافى مع المبادئ التربوية الحديثة التي ترفض كافة أشكال العقاب الجسدي، وتدعو إلى اعتماد الحوار والتوجيه النفسي كوسائل أكثر فاعلية في تقويم السلوك وتعزيز المسؤولية لدى الطلاب.
وأكد مدير التربية في ريف دمشق، فادي نزهت، توقيف المديرة عن العمل ومنعها من دخول المدرسة، مشددًا على رفضه القاطع لأي شكل من أشكال الإهانة أو العنف بحق الطلاب. وأظهرت التحقيقات أن المديرة كانت معتادة على اصطحاب الطلاب خارج الصفوف، مستغلة سلطتها في فرض العقوبات الجسدية، وهو ما أثار استياءً واسعًا في الأوساط التعليمية والمجتمعية.
وتفاعل رواد مواقع التواصل مع الحادثة، حيث كتبت إحدى المتابعات: 'هاد الطفل الي عم ينضرب بهاللؤم رح يكره المدرسة ويتخيلها سجن قاعد فيه ومارح يكمل دراسته أكيد'.
فيما دعا آخر إلى ضرورة تأهيل المعلمين بأساليب تربوية حديثة، وتوفير الدعم المادي والمعنوي لهم، إلى جانب تعزيز ثقافة احترام المعلم لدى الطلاب.
وعلّقت إحدى الناشطات بالقول: 'المعلمات بدل ما يرفعوا معنويات الطفل بيحطموه... التدريس ضمير ومسؤولية مو بس شغل'.
في المقابل، دافعت إحدى المعلقات عن الأساليب التقليدية قائلة: 'واحنا صغار كنا ناكل قتل وطلع فينا ترباية أكتر من هالجيل'.
وفي أعقاب الحادثة، أصدرت وزارة التربية تعميمًا يمنع منعا باتًا الاعتداء الجسدي أو اللفظي على الطلاب تحت أي ظرف، مؤكدة ضرورة استبدال العقوبات بالوسائل التربوية الفعالة.
وأوضحت الوزارة أن التعميم يهدف إلى حماية المعلمين من المساءلة غير العادلة، معربة عن تقديرها لجهودهم في مواجهة تحديات العملية التعليمية.
من جهتها، حذّرت الاختصاصية النفسية مريم الشيشكلي من الآثار النفسية العميقة التي قد تتركها مثل هذه التصرفات في نفوس الأطفال، مؤكدة أن العنف لا يمكن أن يكون وسيلة تربوية ناجعة.