اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة رم للأنباء
نشر بتاريخ: ١٣ تموز ٢٠٢٥
رم - بقلم هيفاء ابوغزاله
تحت مظلة جامعة الدول العربية، كانت هناك فرصة تاريخية لإحداث تغيير جذري في مسارات التعليم العربي، ولكن يبدو أن هذه الفرصة أُجهضت بطرق غير مسبوقة. فقرار وزراء التعليم العرب في تلك الاونة برفض الاقتراح الأردني لإنشاء مجلس وزراء للتعليم يكشف عورَات كبيرة ويعري مُسَميَاتٍ لم تُعد العناوين فيها سوى واجهات زائفة.
إن التعليم هو السلاح الأقوى لبناء الأمم، ولكن يبدو أن البعض لا يزال ينظر إلى هذا السلاح كتهديد لمصالحها وأجنداتها .
فتحت مظلة ضغوط ممنهجة ومتزايدة، تمسكت بعض الجهات المؤثرة بمقاليد القرار وعملت على تفكيك الإجماع العربي حول قضايا أساسية ،حيث كانت تلك الضغوط تأتي، وبكل أسف، من أحد المنظمات الفاسدة التي ما فتئت تسعى لتفكيك التعليم العربي بجهلها واستبداله بأجندات لا تخدم إلا مصالحها الخاصة.
الهياكل التعليمية يُفترض أن تكون بعيدة عن السياسة والفساد، لكن واقعنا يعكس عكس ذلك تماماً. كيف يمكن لنا أن نتجاهل أن هناك قوى تسعى بوضوح إلى إعاقة تقدم التعليم العربي، وتحجيم مقترحات من شأنها أن توحد الجهود نحو تحسين جودة التعليم في منطقتنا؟ إن الآمال التي وضعناها في إنشاء كيان تعليمي عربي موحد قد سُحبت تحت وطأة مفاوضات خفية ومحاولة إرضاء أطراف معينة، الأمر الذي يبعث على الأسى والأسف في قلوب كل من يسعى لتطوير المنظومة التعليمية.
وزراء التعليم العرب في تلك الاونة الذين كانوا في مفترق طرق، اختاروا للأسف طريق الخضوع والرضوخ للضغوطات، بدلًا من الوقوف وقفة جادة دفاعًا عن طموحات انشاء كيان تعليمي قوي . إن هذا الرفض ليس مجرد قرار إداري، بل هو بمثابة خيانة للتطلعات المستقبلية للأجيال الشابة، التي تحلم بتعليم يليق بتطلعاتهم المستقبلية. إن استمرارية هذا النهج ستؤدي حتمًا إلى نفور الطاقات الشابة وخروجها من أوطانها بحثًا عن فرص تعليمية أفضل في بلاد لا تتردد في دعم مشاريع التعليم.
وأخيرًا، يتعين على جميع المعنيين بالشأن التعليمي العربي أن يدركوا حجم الخطر الذي يواجهونه بترك منظمات جهل وفساد تتحكم بهذا الملف التربوي العربي خدمة لمصالحها الخاصة ، فالصمت لن يجلب إلا المزيد من الفوضى والضياع، وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية للدفاع عن مستقبل التعليم في وطننا العربي. كما أن العيون تتجه نحو أصحاب القرار، لعلّهم يدركون أن هناك أمورًا لا يمكن التفريط فيها، وأن تطلعات الشباب تحتاج إلى من يساندها، لا من يعوق تقدمها.