اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
عمّان – السوسنة – هبه الربيع – فيديو مؤمن السرابيل - في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المملكة، يواجه الشباب الأردني تحديات كبيرة في طريقهم نحو بناء حياة زوجية مستقرة. فبين ارتفاع الأسعار، وغلاء المعيشة، وارتفاع نسب البطالة، تتضاءل فرص الشباب في تحقيق حلم الزواج، ليعلو صوتهم المشترك قائلين: 'ماكلين هوى!'
واقع صعب.. وأحلام مؤجلة
'الشاب إذا اشتغل رح يكون راتبه في أحسن الأحوال 350 دينار'، هكذا يختصر أحد الشباب الواقع المرير الذي يعيشه جيله. كيف لشاب أن يبدأ حياة زوجية في ظل هذا الدخل؟! الإيجارات مرتفعة، تكاليف الحياة اليومية لا تُحتمل، ومتطلبات الزواج أصبحت أكثر تعقيداً.
البنات مطالبهن كثيرة؟ أم الواقع يفرض التغيير؟
في ظل هذا الواقع، يشير البعض إلى أن من أسباب تعقيد الزواج هو ارتفاع سقف التوقعات والمطالب، ما يدفع الشاب إلى التراجع، خوفاً من التزامات لا طاقة له بها. ومع أن بعض الأهالي بدأوا بالفعل بتخفيف المهور والتساهل في التكاليف، إلا أن الغالبية ما زالت متمسكة بالتقاليد التي لا تتناسب مع القدرة المالية للشباب اليوم.
أرقام البطالة.. واقع لا يمكن تجاهله وفقاً لأحدث بيانات عام 2024:
بلغت نسبة البطالة 21.4%، منها 18.2% للذكور و32.9% للإناث.
أكثر من ربع حملة الشهادات الجامعية (25.8%) لا يجدون عملاً.
59.2% من العاطلين هم من حملة الشهادة الثانوية فأعلى.
أكثر المحافظات معاناة من البطالة هي المفرق ومعان (23.2%).
هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي قصص واقعية لشباب لا يملكون الحد الأدنى من القدرة على تأمين مستقبلهم، ناهيك عن تأسيس أسرة.
من المسؤول؟ وما الحل؟
يرى كثيرون أن الحل يبدأ من الأسرة والمجتمع، بتغيير النظرة المادية تجاه الزواج، والتعاون لتسهيل حياة الشباب. لكن ذلك لا يعفي الجهات الرسمية من مسؤوليتها في توفير فرص عمل حقيقية، وزيادة الرواتب بما يتناسب مع تكلفة المعيشة المتزايدة.
تساؤلات بلا أجوبة
كيف يمكن لشاب راتبه 290 دينار (الحد الأدنى للأجور) أن يدفع إيجار بيت، أو يجهز بيت الزوجية، أو حتى يُخطط لحياة كريمة؟ وهل ستبقى الطموحات معلّقة إلى أجل غير مسمى؟
'الله يكون بعونهم' هذه العبارة باتت المخرج الوحيد لكل من يتأمل حال الشباب الأردني اليوم، في وقت أصبحت فيه الحياة الزوجية حلمًا مؤجلاً، وربما مستحيلاً، ما لم يتم التحرك الجاد لإنقاذ جيل بأكمله من الإحباط والتأخير.