النظام المالي العالمي يتجه نحو تحول رقمي شامل

أكد خبير الاقتصاد والتمويل الدكتور حيدر المجالي أن الأنظمة المالية حول العالم تشهد تحولا جذريا يغير شكل التعاملات المالية التقليدية، ويمهّد لمرحلة جديدة قائمة على التقنيات الرقمية والابتكار في الخدمات المالية. وأشار إلى أن التطور المتسارع في التكنولوجيا خلال العقدين الماضيين جعل القطاع المالي أحد أكثر القطاعات تأثرا بالثورة الرقمية.

وأوضح المجالي أن النظام المالي الحديث بات يعتمد بدرجة متزايدة على التكنولوجيا المالية FinTech، التي أسهمت في توسيع استخدام التطبيقات والمنصات الرقمية، مما أدى إلى انتقال تدريجي من الأنظمة الورقية التقليدية إلى أنظمة رقمية تعتمد على العملات المشفرة، والعملات المستقرة مثل USDT وUSDC، إضافة إلى عملات البنوك المركزية الرقمية (CBDC) مثل 'الدولار الرقمي' و'اليورو الرقمي'. مبينا أن التقنيات الجديدة توفر سرعة أعلى في تنفيذ التحويلات المالية مقارنة بنظام 'السويفت' التقليدي، إلى جانب خفض تكاليف المعاملات وإتاحة التعامل المباشر بين الأطراف دون وسطاء.

كما لفت المجالي إلى أن ملامح النظام المالي الجديد تتجسد في انتشار البنوك الرقمية، وتطوير أنظمة المدفوعات الإلكترونية باستخدام المحافظ الذكية ووسائل الدفع الحديثة مثل QR Code وNFC، إضافة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي في التحليلات المالية وإدارة المخاطر.

ورغم المزايا الكبيرة لهذا التحول، شدد المجالي على أن النظام الرقمي يواجه مجموعة من التحديات التي تتطلب تعاونا واسعا بين القطاعين العام والخاص، أهمها حماية البيانات، الأمن السيبراني، التنظيم والامتثال، والشمول المالي، لضمان نجاح المنظومة الجديدة واستدامة فوائدها المستقبلية.