عمان تستضيف أول دورة برلمانية أممية حول مكافحة إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي في الإرهاب

الوقائع الإخباري:انطلقت في عمّان اليوم الثلاثاء أعمال الدورة التدريبية البرلمانية الأولى من نوعها على مستوى الأمم المتحدة، بتنظيم من مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ممثلًا بمكتب برامج إشراك البرلمانيين ووحدة أمن الفضاء السيبراني، وبالتعاون مع الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط ومجلس الشورى القطري.

وتحمل الدورة، التي تستمر يومين تحت عنوان 'تدابير التشريعات والسياسات لمنع ومكافحة استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة لأغراض الإرهاب والتطرف العنيف'، هدفًا رئيسيًا يتمثل في تعزيز قدرات البرلمانيين في صياغة ومراجعة القوانين المنظمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع القانون الدولي وحقوق الإنسان، إلى جانب تعزيز الرقابة البرلمانية على استخدام الحكومات لهذه التقنيات.

وأكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، راعي الافتتاح، أهمية التعاون مع الأمم المتحدة والجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط لترسيخ الأمن والسلم الدوليين، مشيرًا إلى رمزية عقد هذا التدريب في عمّان التي شهدت تأسيس الجمعية قبل عشرين عامًا، وانسجامه مع رؤية الأردن لأن يكون مركزًا إقليميًا للابتكار الرقمي والاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا.

وأوضح الفايز أن الذكاء الاصطناعي رغم ما أحدثه من تطورات إيجابية في الاقتصاد والتعليم والصحة، إلا أنه جلب تحديات خطيرة بعد استغلاله من قبل جماعات إرهابية لنشر التطرف، ما يستدعي تطوير تشريعات رقابية صارمة لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول للتقنيات الحديثة.

من جانبه، شدد عضو مجلس الشورى القطري الدكتور أحمد بن حمد المهندي على أهمية بناء منظومة تشريعية وأخلاقية متكاملة توازن بين الأمن والحرية، والتنمية والمسؤولية، مؤكدًا أن مكافحة الإرهاب في العصر الرقمي تتطلب تعاونًا برلمانيًا ومؤسساتيًا دوليًا.

وفي كلمة مسجلة، أعرب السفير سيرجيو بيازي، رئيس آلية التنسيق الأممية للجمعيات البرلمانية المعنية بمكافحة الإرهاب، عن تقديره للأردن وقطر على دعمهما لإنجاح هذه الفعالية، مشيرًا إلى أن التدريب يمثل محطة محورية في الجهود الدولية لمواجهة الجرائم السيبرانية، خاصة بعد توقيع 72 دولة مؤخرًا في هانوي على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجرائم الرقمية.

كما أكد مراد تانغيف، نائب رئيس مكتب برنامج مشاركة البرلمانات في مكافحة الإرهاب، على أهمية رفع الوعي وتعزيز القدرات التشريعية لمواجهة الاستخدام الخبيث للتقنيات الحديثة في الإرهاب والتطرف.

ويشارك في الدورة عدد من البرلمانيين من الدول الأعضاء في الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، إلى جانب خبراء دوليين في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، حيث تتضمن الجلسات عروضًا ودراسات حالة حول حماية الخصوصية وحقوق الإنسان وآليات الرقابة البرلمانية، بهدف بلورة مبادئ تشريعية متوازنة تعزز الأمن وتكفل الحقوق.