اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
السوسنة - أكد باحثون أن الجسم البشري يمتلك حاسة سادسة خفية تعرف باسم 'الحس الداخلي' (interoception)، محطما بذلك المفهوم التقليدي الذي ظل راسخا لقرون عن وجود خمس حواس فقط.
الحس الداخلي هو نظام معقد يمكّن الجهاز العصبي من استقبال وتفسير الإشارات الفسيولوجية من الأعضاء الداخلية بشكل مستمر، ما يحافظ على سير الوظائف الحيوية في الجسم. من خلال هذه الحاسة، يمكن للدماغ معرفة توقيت التنفس، انخفاض ضغط الدم، ومكافحة العدوى دون أن نكون واعين لهذه العمليات.
وحصل فريق بحثي من معهد سكريبس للأبحاث على منحة بقيمة 14.2 مليون دولار من المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية (NIH) لاستكشاف هذا المجال الغامض. وقال البروفيسور شين جين، قائد جزء من الدراسة: 'الحس الداخلي أساسي لكل جانب من جوانب الصحة، لكنه ظل حدودًا غير مكتشفة في علم الأعصاب'.
ويعود مفهوم الحس الداخلي إلى العالم البريطاني تشارلز شيرينغتون في أوائل القرن العشرين، لكنه ظل مهملاً حتى العقد الماضي. والفرق الرئيسي بين الحواس التقليدية والحس الداخلي هو أن الأولى تعتمد على أعضاء متخصصة وتركز على العالم الخارجي، بينما يعمل الحس الداخلي عبر شبكات عصبية متشابكة داخل الجسم.
ويواجه الباحثون تحديات كبيرة في دراسة هذه الحاسة، إذ تنتشر الإشارات من الأعضاء الداخلية بشكل واسع وتتداخل مع بعضها، وتخترق الخلايا العصبية الحسية أنسجة القلب والرئتين والمعدة والكلى بدون حدود تشريحية واضحة. وسيستخدم الفريق التمويل لإنشاء أول أطلس عالمي للحس الداخلي، يوضح كيفية اتصال الخلايا العصبية بمجموعة واسعة من الأعضاء، ما سيساعد في فهم كيفية حفاظ الجسم على توازنه الداخلي.
ويحمل هذا المشروع وعودا كبيرة في المجال الطبي، إذ أظهرت أبحاث سابقة أن اضطرابات المسارات العصبية للحس الداخلي مرتبطة بأمراض مثل اضطرابات المناعة الذاتية، الألم المزمن، وارتفاع ضغط الدم. كما يساهم الحس الداخلي في الصحة النفسية من خلال تأثيره على اتخاذ القرار، القدرات الاجتماعية، والرفاهية العاطفية، حيث لوحظ اضطرابه في حالات الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل.
ويختتم البروفيسور جين بالقول: 'من خلال إنشاء هذا الأطلس، نهدف إلى وضع أساس لفهم أفضل لكيفية حفاظ الدماغ على توازن الجسم، وكيف يختل هذا التوازن في الأمراض، وكيف يمكن استعادته'.