اخبار الاردن
موقع كل يوم -سواليف
نشر بتاريخ: ١٦ أيار ٢٠٢٥
#سواليف
أمام عربة #مياه تحمل شعار اليونيسف، يصطف المئات من أهالي حي الأمل وسط مدينة #خانيونس جنوب القطاع، ينتظرون دورهم في ملء غالونات المياه، لنقلها لخزانات المياه داخل منازلهم في رحلة يومية مليئة بالتعب والإرهاق.
يتناوب أحمد وشقيقاه مثنى وأسعد، في هذه المهمة يوميا، حيث يحمل كل منهما 'قربة مياه'، ويصطفون في دور يزيد عن 100 شخص، وما أن يملأ أحدهم قربة المياه التي يحملها، يصعد في مهمة شاقة للطابق الثالث لتفريغ حمولته داخل خزان صغير داخل منزلهم.
يقول أحمد 'كل يوم نستيقظ من الفجر ونتحرك أنا وأخوتي مثنى وأسعد إلى نقاط يتوقع أن تصل إليها #عربات_المياه، ونبدأ بحجز دورنا، وبعد ساعتين أو ثلاث ساعات من الانتظار تصل العربات ليبدأ الزحام بين الأهالي، حيث يحاولون السباق للوصول إلى أقرب دور لصنبور المياه من العربة'.
وتابع، 'ما أن نبدأ بملء الغالونات التي بحوزتنا، نقوم فورا بتفريغها في خزان صغير سعته 100 لتر، ونجره بصعوبة على العجلات على الطرق الترابية بسبب تدمير #الاحتلال للطرق الاسفلتية، ثم نفرغ الخزان الصغير في 'أوعية وأواني' لننقلها أخيرا في خزان المنزل في الطابق الثالث من المنزل الذي نسكن فيه'.
يواجه قطاع غزة #أزمة_عطش كبيرة، بسبب قلة وصول المياه، حيث أفاد مكتب الإعلام الحكومي أن جيش الاحتلال دمر غالبية البنية التحتية في القطاع، منها 717 بئر مياه، و330 ألف متر طولي من شبكات المياه.
ودخلت أزمة المياه في القطاع في منحنى خطير، بعد الإغلاق الإسرائيلي لمعابر القطاع منذ الثاني من أذار/ مارس الماضي، حيث أدى منع الاحتلال من وصول السولار اللازم لتشغيل المولدات الخاصة في حدوث أزمة في تشغيل ما تبقى من آبار المياه غير المدمرة.
وانعكس الإغلاق الإسرائيل لمعابر القطاع، على قدرة البلديات على إدارة أو التكيف مع أزمة شح السولار، حيث بات الاعتماد الحالي على تشغيل الآبار عبر أنظمة الطاقة الشمسية، التي لا تعمل بكفاءة كاملة بسبب تعرضها للقصف المستمر، كما أن أنظمة الطاقة الشمسية غير قادرة على تشغيل مضخات المياه لساعات طويلة، وهو ما يعيق وصول المياه للكثير من المناطق.
ووفقا لجدول المياه المعمول به في بعض مناطق القطاع، فإن المياه تصل مرة واحدة أسبوعيا لبعض المناطق، ولعدة ساعات، يحاول من خلالها الأهالي تعبئة أكبر قدر من المياه داخل منازلهم لتكفيهم طيلة أيام الأسبوع.
بدروه يشير أحمد شقليه، أنه يضطر يوميا لقضاء أكثر من نصف نهاره في البحث عن مياه، حيث يعيش في منطقة الفخاري شرق خان يونس، وهي منطقة دمر جيش الاحتلال جميع آبار المياه فيها، حيث يسير مسافات طويلة تزيد عن أربعة كيلو مترات لإملاء بعض الغالونات لينقلها على عربة 'كارّو'.
ويضيف شقليه لـ'قدس برس' لا أستطيع أن أشتري المياه من عربات بيع المياه، فسعر الكوب الواحد يزيد عن 200 شيكل (60 دولار)، لذلك أقضي معظم أوقات النهار في البحث عن نقاط مجانية لتوزيع المياه.
بالنسبة لمدينة غزة ومحافظات شمال القطاع، فإن أزمة المياه أكثر قسوة مقارنة بمناطق وسط وجنوب القطاع، وذلك بعد قطع الاحتلال مؤخرا لخطوط مياه 'ميكروت' في منطقة الشجاعية.
بدوره يشير مدير عام المياه والصرف الصحي في بلدية غزة، ماهر سالم، أن 'بعض المناطق في محافظة غزة لا تصل إليها بالمطلق، كما أن إمكاناتنا الحالية في البلدية لا تغطي سوى 25% من مساحة المدينة، حيث لا يعمل سوى 38 بئر مياه فقط، وقدرتها الانتاجية لا تزيد عن 15 ألف متر مكعب يوميا، وهي بالكاد تغطي نصف عدد السكان البالغ عددهم 1.2 مليون نسمة'.
وتابع 'قبل العدوان كانت إمكانياتنا تسمح بضخ 120 ألف متر مكعب يوميا من المياه، منها 70 بالمئة تأتي من آبار المياه الجوفية، و20 بالمئة من خطوط ميكروت الإسرائيلية، و10% من محطة تحلية المياه شمال غرب المدينة'.
وتابع، 'لكن الواقع الحالي تدهور بشكل كبير، حيث دمر الاحتلال 63 بئر مياه من أصل 101 بئر كنا نعتمد عليها قبل العدوان، وتراجعت حصة الفرد من المياه ما بين 1-2 لتر يوميا، وهي نسبة متدنية جدا، وقد يزداد الوضع سوء مع اقتراب فصل الصيف التي يزيد فيها استهلاك المياه مقارنة بباقي فصول السنة'.
ومنذ قرابة العشرة أسابيع، تمنع سلطات الاحتلال إدخال أي إمدادات إلى قطاع غزة، وهو ما انعكس سلبا على الواقع الإنساني في القطاع.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي مطلق، عدوانها المتواصل على قطاع غزة برًا وبحرًا وجوًا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر حتى الآن عن استشهاد وإصابة أكثر من 170 ألف فلسطيني، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.