اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جياني إنفانتينو، اليوم الأربعاء، عن لقائه الرئيس السوري أحمد الشرع في مقر الاتحاد بمدينة زيورخ، حيث ناقش الجانبان آفاق التعاون بين المنظمة الدولية وسوريا في مجال تطوير كرة القدم وتعزيز دورها في دعم المجتمع ونشر قيم الأمل والتسامح بين فئاته المختلفة.
وقال إنفانتينو في بيان رسمي صادر عن 'الفيفا' إن اللقاء جاء في إطار سياسة الاتحاد الرامية إلى توسيع حضور كرة القدم في مختلف دول العالم، بما في ذلك الدول التي تمر بظروف اقتصادية أو اجتماعية معقدة، مؤكدا أن 'كرة القدم قادرة على إحداث فارق حقيقي في حياة الناس، ليس فقط من خلال المنافسة، بل عبر ما تمثله من قيم إيجابية تساعد المجتمعات على النهوض مجددا'.
وأضاف رئيس 'الفيفا' أن الحديث مع الرئيس الشرع تناول 'الطرق العملية التي يمكن لكرة القدم من خلالها أن تمنح الأمل، وتخلق مساحات تواصل وتفاهم، خاصة بين الأطفال والشباب في سوريا'، مشددا على أن المنظمة الدولية تولي اهتماما خاصا لتطوير البرامج الرياضية في الشرق الأوسط وتعزيز فرص الوصول إلى اللعبة للجميع دون استثناء.
وأشاد إنفانتينو بالرؤية التي عرضها الرئيس السوري خلال الاجتماع، مشيرا إلى أنه لمس 'إصرارا واضحا على إعادة بناء البنية الرياضية في البلاد، واعتبار كرة القدم وسيلة لتقوية الروابط الاجتماعية وفتح آفاق جديدة أمام الأجيال الشابة'.
وأوضح أن اللقاء تناول أيضا الجوانب الفنية والتنظيمية المتعلقة بإمكانية إطلاق مشاريع مستقبلية مشتركة، تتضمن تحسين البنية التحتية للملاعب، وتطوير الأكاديميات الرياضية، وتدريب الكوادر المحلية، إلى جانب برامج تعنى بتأهيل المدربين والحكام ورفع مستوى المنافسات المحلية بما يتوافق مع المعايير الدولية التي يعتمدها الاتحاد الدولي.
وأكد إنفانتينو أن الطرفين اتفقا على مواصلة الحوار والتشاور خلال المرحلة المقبلة لإيجاد أفضل السبل للتعاون المشترك، قائلا في بيانه:
'لقد اتفقنا على متابعة النقاشات بهدف وضع خطة واضحة تخدم مصلحة جميع السوريين — فتيات وفتيان، نساء ورجال — وتمنحهم فرصا متكافئة لممارسة كرة القدم في بيئة آمنة ومشجعة.'
وأشار رئيس 'الفيفا' إلى أن الاتحاد الدولي يرى في سوريا بلدا يملك تاريخا كرويا طويلا وقاعدة جماهيرية عريضة، معربا عن تطلعه إلى رؤية البلاد وهي 'تتقدم بخطى ثابتة نحو استعادة مكانتها على الساحة الرياضية الإقليمية والدولية'.
وأضاف إنفانتينو:
'سوريا أمة عاشقة لكرة القدم، وأنا أتطلع إلى رؤيتها وهي تتبنى اللعبة بشكل كامل على جميع المستويات — من الفئات العمرية الصغيرة وصولا إلى المنتخبات الوطنية.'
ويأتي هذا اللقاء في إطار برنامج 'كرة القدم من أجل الأمل' الذي أطلقه الاتحاد الدولي قبل أعوام، ويهدف إلى استخدام الرياضة كأداة للتنمية الاجتماعية وإعادة بناء المجتمعات التي عانت من الأزمات أو النزاعات. ويتوقع أن تفضي المحادثات بين الطرفين إلى خطوات عملية خلال الأشهر المقبلة، تشمل إرسال وفود فنية من 'الفيفا' إلى سوريا لتقييم الاحتياجات وتحديد أولويات الدعم الفني واللوجستي.
كما ينتظر أن تتضمن المرحلة الأولى من التعاون مشاريع لبناء ملاعب مجتمعية صغيرة في المحافظات السورية، وتنظيم بطولات مدرسية وشبابية بإشراف الاتحاد السوري لكرة القدم وبدعم مباشر من 'الفيفا'، إضافة إلى إطلاق برامج تدريبية للكوادر الوطنية في مجالات الإدارة الرياضية والتحكيم والتدريب.
ويرى مراقبون أن هذا اللقاء يعكس تحولا لافتا في العلاقة بين الاتحاد الدولي وسوريا بعد سنوات من الانقطاع النسبي بسبب الظروف الأمنية والسياسية، مؤكدين أن دعم 'الفيفا' للرياضة السورية يمكن أن يسهم في إعادة دمجها تدريجيا في المنظومة الرياضية العالمية، ويمنح الشباب السوري فرصة جديدة للمشاركة في النشاطات الكروية المنظمة على المستوى الإقليمي والدولي.
وينتظر أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدا من اللقاءات التنسيقية بين الجانبين لبحث تفاصيل التعاون وتوقيع مذكرات تفاهم رسمية تنظم مجالات العمل المشترك، بما يعزز من حضور الكرة السورية على الساحة العالمية ويعيدها إلى مسار التطوير والاحتراف.







 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 










































 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 