اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ٤ حزيران ٢٠٢٥
السوسنة - يقف المسلمون في مختلف أنحاء العالم، غدًا الخميس، على مشارف واحد من أعظم أيام السنة، يوم عرفة، حيث يتوافد الحجاج من كل فجٍّ عميق إلى جبل عرفات في مكة المكرمة، ويملأون المكان بالدعاء والتكبير والرجاء، متضرعين إلى الله تعالى بالمغفرة، والعفو، والرحمة، وأن يعمّ الأمن والسلام الأرض ومن عليها.
وفي هذا اليوم العظيم، يتوجه الأردنيون بالدعاء إلى الله بأن يحفظ الأردن وأهله، ويُنهي معاناة الشعب الفلسطيني، ويحقن دماءهم في قطاع غزة، الذي يواجه حربًا مستمرة منذ أكثر من 600 يوم.
ويعد صيام يوم عرفة من أعظم القربات لغير الحاج، لما له من فضل عظيم في تكفير ذنوب السنة الماضية والمقبلة، كما ورد في الحديث الشريف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: 'صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده'، في حين لا يُستحب الصيام للحجاج في هذا اليوم، حتى يتفرغوا للعبادة والدعاء.
سماحة مفتي عام المملكة الدكتور أحمد الحسنات أكد أهمية يوم عرفة ومكانته العالية، مشيرًا إلى أنه من أفضل أيام الدنيا، وفيه يعتق الله أعدادًا لا تُحصى من عباده من النار، ويُباهي بأهل الموقف الملائكة. وأضاف أن خير الدعاء هو دعاء يوم عرفة، مستشهدًا بقول النبي: 'خير الدعاء دعاء يوم عرفة'.
الدكتور إسماعيل فواز الخطبا، مساعد أمين عام وزارة الأوقاف، أوضح أن يوم عرفة يمثل اجتماعًا موحدًا للحجاج في وقت ومكان واحد، في أعظم ركن من أركان الحج، وبيّن أن صيام هذا اليوم من أجلّ أعمال التطوع، ويقرب المسلم إلى الله، وهو مخصص لغير الحجاج.
الدكتور علاء الدين محمد عدوي، رئيس قسم أصول الدين في الجامعة الأردنية، أشار إلى أن من عظمة هذا اليوم أن الله أكمل فيه الدين وأتم النعمة، وأنه يوم للرحمة والتوبة ورفع الدرجات، ولغير الحجاج كذلك فيه فضل عظيم بالدعاء والعمل الصالح.
الدكتور مهند نايف الدعجة، أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة اليرموك، تحدث عن الأبعاد الروحية لهذا اليوم، قائلاً إن يوم عرفة يُظهر فيه المسلمون أبهى صور التعبّد والخشوع، مستعرضًا أسباب التسمية بـ'عرفة' ومنها أن آدم التقى بحواء هناك، أو أن جبريل عرّف إبراهيم المناسك.
وأوضح الدعجة أن يوم عرفة يشكل ذروة الأيام العشر من ذي الحجة، وهو يوم عظيم لمغفرة الذنوب، ويحرص فيه المسلمون على الصيام، والدعاء، ومختلف أعمال الخير، وخاصة الدعاء لفلسطين، وللأردن، ولسائر بلاد المسلمين بالأمن والسلام.
ويحيي الأردنيون هذا اليوم بالصيام، والدعاء، وتبادل الإفطار في جوّ من التكافل والمحبة، متضرعين أن يعيده الله على الأمة بالخير والنصر، وأن يرفع البلاء عن المظلومين، ويجعل يوم عرفة محطةً للتوبة، والتجديد الإيماني، وتوحيد القلوب.
أقرأ أيضًا: