اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢ حزيران ٢٠٢٥
بين مدرستَي: البكالوريا، وإربد الثانوية!!
د. ذوقان عبيدات
حضرت حفل تخريج حفيدَيّ: نبيل حمودة، وأحمد سلامة من المرحلة الابتدائية في مدرسة البكالوريا الدولية. كنت قبل شهر قد زرت مدرستي التي تخرجت فيها بإربد، وكما يقولون: هاجني استعبارُ!! تذكرت ما تعلمته في مدرستي بإربد، حيث الطالب رقمًا، أو ينادى عليه بلون قميصه، أو بحجمه، ووزنه وما يتبعه ذلك من ألقاب.
لا أقارن بين المدرستين، ولا أقارن حتى بين مدرسة خاصة تدرّس التوجيهي الأردني، وبين البكالوريا الدولية، فالثقافة مختلفة تمامًا.
(١)
الأهل والمدرسة
كما بدا لي، الأهل يعرفون المدرسة، والمدرسة تعرف الأهل.
والأهل يسلّم بعضهم على بعض بحرارة، وكأنهم جمهورها والمستثمرون، والمستهلكون. الأهل يعرفون المعلمات، وأسماءهن، وكذلك المعلمات يعرفن الأهل!
أقدّر كل الفروق بين بيئة البكالوريا وبيئة مدارسنا، وأقدّر الفروق في جمهور المدرستين!
ولكن كيف نفهم ذلك الحب في مدارس البكالوريا، والمفقود في مدارسنا؟ طلبة يحبون المدرسة، ويمرحون فيها وكأنها ملك لهم.
ومدرسة تحب الطلبة وأهاليهم وأهالٍ يعرفون أصدقاء
أبنائهم ربما أكثر مما يعرف معلمنا طلبته!
(٢)
ثقافة البكالوريا!!
خلافًا لما هو شائع في مدارسنا واحتفالاتنا، لم يتحدث أحد عن الأوائل في كل صف، وبالعكس تمامًا، لا يشعر الطلبة بهذا التنافس الذي زرعه الامتحانيون عند طلبتنا! ليس هناك حُفّاظٌ ولا من يحفظون! هناك طلبة يقيَّمون وفق إنجازهم ومهاراتهم. وهذا ما قد يفسر ذلك الحب، والعلاقات القوية بين الطلبة أنفسهم ، وبينهم وبين مدرستهم ومعلماتهم، ومعلميهم.
غنّى الطلبة أغنيات راقية، فنيًة ووطنية، باللغة العربية أولًا، وهذا يُحسب للمدرسة! عبّر كل خريج عن نفسه، وقال عبارات مختصرة
ليست من'تلقين' المدرسة!
عبّر كلّ متحدث عما يجول في نفسه لحظة التخرج بكلام تلقائي
بسيط!
(٣)
لماذا هذه المقالة؟
لا تحتاج البكالوريا إلى دعاية، وإن كان حقّا لها علي-كجَدٍّ- لطالبين فيها، أن أقول: سمعت لغة يتحدث فيها منتقدو التعليم الحكومي: مهارات الحياة، التفكير الناقد، شخصية الطلاب، خيارات الطالب!
وغير ذلك مما يعُدّه مسؤولون
'تخريفًا' تربويّا، أو هرطقة!
وبصفتي جدّ أحفادي، أشكر المدرسة،
ولكن بصفتي مواطنًا: أطالب أن تفتح البكالوريا قسمًا أو ركنا، لاستقبال معلمين حكوميين، يعملون مقيِّمين ضمن المسؤولية المجتمعية للمدرسة”، في برنامج
Shadowing ' يرى معلمنا كيف يُحترَم الطالب، وكيف لا نصفق للحفّّاظ.
فهمت عليّ جنابك؟!!