اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ١١ أب ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
حذر متخصصون من أن الزراعة الأردنية تواجه واحدة من أصعب مراحلها مع تسارع وتيرة التغيرات المناخية التي تضرب المنطقة، مع محدودية الموارد المائية وارتفاع درجات الحرارة، ما يهدد الإنتاج الزراعي ويضغط على الأمن الغذائي الوطني.
ودعا هؤلاء، الجهات المعنية والخبراء الى تطبيق حلول عملية، مثل تعديل مواسم الزراعة واستخدام أصناف مقاومة للجفاف، وتحديث أنظمة الري.
وقال مساعد أمين عام وزارة الزراعة للإرشاد الزراعي، المهندس بكر البلاونة، إن مواجهة موجات الحر تتطلب من المزارعين اتخاذ سلسلة من الإجراءات للتقليل من آثارها، خاصة في الزراعات المحمية، مشيرا إلى إمكانية استخدام مواد خاصة تُرش على أسطح البيوت البلاستيكية أو محلول الشيد الأبيض أو حتى الطين لتقليل نفاذ أشعة الشمس وخفض درجات الحرارة داخلها.
وشدد على أهمية جدولة الري في ساعات الصباح الباكر أو المساء المتأخر، وتقريب الفترات بين الريات لتقليل فقد المياه الناتج عن التبخر، إضافة إلى توفير الري التكميلي للمحاصيل البعلية لتعويض النقص المائي.
وفيما يتعلق بقطاع الثروة الحيوانية نصح البلاونة بتوفير الظل الجيد والتهوية المناسبة للمواشي، وتقديم المياه الباردة وتقليل الأعلاف المركزة خلال فترات الحر لتجنب رفع حرارة أجسامها، مؤكدا أهمية التهوية الجيدة والمياه الباردة للدواجن، وتظليل خلايا النحل وتوفير المياه الباردة والقريبة للنحل.
ولفت البلاونة إلى أن موجات الحر أو الغبار قصيرة الأمد لا تؤثر بشكل كبير على خصوبة التربة، مشيدًا بجهود المركز الوطني للبحوث الزراعية في استنباط أصناف من القمح والشعير أكثر تحملاً للجفاف والحرارة، ضمن إطار الزراعة الذكية مناخياً.
من جهته، بيّن مدير الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين المهندس محمود العوران، أن التكيف مع موجات الحر يختلف عن مواجهة العواصف الغبارية، إذ يتطلب الأول تطوير أصناف من الخضراوات تتأقلم مع الارتفاع الحاد بدرجات الحرارة عبر تفعيل البحث العلمي. أما مواجهة الغبار، فتعتمد على إجراءات ميكانيكية مثل رش المياه أثناء وبعد الموجة، رغم كلفتها العالية.
وأكد أن التغيرات المناخية تؤثر على خواص التربة الكيميائية والفيزيائية، كما تهيئ بيئة خصبة لانتشار الأوبئة والآفات الزراعية والحيوانية.
وفي الإطار البيئي، أشار رئيس اتحاد الجمعيات البيئية عمر الشوشان، إلى أن التغيرات المناخية في الأردن، وفق البلاغ الوطني الرابع وخطة التكيف الوطنية، تتسبب بتراجع إنتاجية المحاصيل وزيادة الطلب على المياه، مع توقعات بارتفاع متوسط درجات الحرارة بمعدل يتراوح بين درجتين وأربع درجات مئوية بحلول نهاية القرن.
وأكد الشوشان أن مواجهة هذه التحديات تتطلب تعديل مواسم الزراعة، واعتماد أصناف مقاومة للجفاف، وتطوير أنظمة الري الحديثة، وحماية التربة من الانجراف، إضافة إلى توسيع برامج الإرشاد الزراعي وتوفير التمويل الميسر لتحديث البنية التحتية الزراعية، وتعزيز شبكات الإنذار المبكر.
يشار الى أن الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي تدعو إلى تعبئة الموارد المالية من الموازنة العامة وصناديق المناخ الدولية، وتشجيع الاستثمار الأخضر، إلى جانب دعم البحث العلمي لإنتاج أصناف محلية محسّنة من الحبوب والبقوليات، والتحول نحو محاصيل أقل استهلاكًا للمياه مثل الزيتون والرمان والنباتات الطبية والعطرية.
ويتفق الخبراء على أن التكيف مع التغيرات المناخية لم يعد خيارًا، بل ضرورة لضمان استدامة الزراعة وحماية الأمن الغذائي في الأردن، في ظل محدودية الموارد المائية وتزايد المخاطر المناخية التي تشهدها المنطقة.