اخبار الاردن
موقع كل يوم -الوقائع الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٨ حزيران ٢٠٢٥
الوقائع الإخبارية: تقوم الدوائر الرسمية المعنية باستثارة الوعي المجتمعي في مثل هذه الظروف الدقيقة بواجبها القانوني والأمني من خلال إطلاق صافرات الإنذار لتحذير المواطنين من احتمالات اقتراب خطر قادم باعتبار ذلك من متطلبات الأمن والسلامة العامة لا يجوز الاستهانة بها، كما يؤكد مختصون.
ويؤكد هؤلاء المختصون أن صافرات الإنذار هي رسالة تنبيهية لوجود خطر في الأجواء قد يتسبب بالأذى يتطلب الالتزام بالتعليمات في مثل هذه الظروف باعتبار الوعي المجتمعي رديفاً لجهود الدولة في حفظ أمن وسلامة المواطن، مشددين على أنَّ صافرات الإنذار رسالة بضرورة رفع منسوب الانتباه والتعامل وفق المطلوب في هذه اللحظة.
الخبير الأمني اللواء المتقاعد الدكتور تامر المعايطة يشير الى أن مديرية الأمن العام تقوم بالتنسيق مع المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات بإطلاق صافرات الإنذار وفقاً لنصوص نظام الإنذار المبكر رقم 103 لعام 2015 المستند لقانون الدفاع المدني رقم 18 لعام 1999، أي أنه إجراء قانوني ملزم لمديرية الأمن العام لتحذير المواطنين والمقيمين على أرض المملكة في حالات الطوارئ أو الأخطار المحتملة، مثل دخول أجسام جوية للبلاد أو أي خطر يهدد السلامة العامة، وفقاً لبروتوكول عالمي للحماية المدنية.
وشدد المعايطة على ان صافرات الإنذار هي جزء من المنظومة الأمنية الوطنية للحماية المدنية التي تعني أن الدولة تقوم بواجبها القانوني والأمني في إعلام المواطنين والمقيمين على أرضها، بوجود خطر او قرب وقوعه، ليتسنى لهم اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة لحمايتهم.
وأشار المعايطة الى أن الرشقات الصاروخيّة أو المسيّرات بين هذا الطرف أو ذاك والتي تدخل الأجواء الأردنية ليست آمنةً تماماً فقد تضل طريقها، أو تسقط خلال مسيرها، وهناك احتمال بأن يسقط بعضها بما تحتويه من متفجرات لخطأ ما ما يستدعي التصدي لها كأسلوب أمني وقائي ما يؤكد ضرورة التزام المواطنين بتعليمات مديرية الأمن العام والجهات ذات العلاقة عند سماع صافرات الإنذار، مثل البقاء في أماكنهم وتجنب المناطق المكشوفة، والابتعاد عن أي أجسام ساقطة، والحصول على المعلومات من المصادر الرسمية فقط، وعدم تداول الإشاعات.
من جهته أكد خبير استراتيجيات الأمن ومكافحة الإرهاب العقيد المتقاعد محمد محيسن المعاني، أن التعامل مع صافرات الإنذار بجدّية ومسؤولية هو ضرورة أمنية وإنسانية لا يمكن الاستهانة بها، على الرغم من خفة الظل وروح الدعابة التي تميز بها المجتمع الأردني خلال رصد ومتابعة اخبار الحرب الإيرانية الإسرائيلية.
وبين المعاني أن هذه الصافرات وسيلة أمنية رسمية للتحذير من خطر محتمل يهدد سلامة المواطنين والمقيمين هدفها إعطاء الوقت الكافي للناس للاحتماء في أماكن آمنة بعيدًا عن النوافذ والأسطح والأماكن المكشوفة، مشددا على هذه الصافرات ليست إجراء استعراضيا وإنما جزء من منظومة الدفاع المدني والعسكري يعكس جهود الدولة في حماية أمن مواطنيه.
وقال المعاني، تشير وثائق إدارة الأمن والسلامة في الأمم المتحدة إلى أن ثقافة التهاون مع صافرات الإنذار
تنشأ عندما يتبنى الأفراد قناعات خاطئة تتمثل باعتقادهم انهم بعيدون عن مرمى الخطر، والخروج للشوارع او اسطح المنازل، أو التصوير أو التجمع، بدلاً من الاحتماء والامتثال للتعليمات.
وشدد المعاني على أن كل مواطن له دور في نشر الوعي والتحلي بالمسؤولية عند سماع صافرات الإنذار، وأن التعامل السليم لا يقتصر فقط على حماية النفس، بل في منع التجمهر، والحفاظ على النظام، وتسهيل مهام الأجهزة الأمنية.
وأوضح أن دور وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في أوقات الأزمات لا يقتصر على نقل الخبر، بل أيضا في تشكيل السلوك العام وتعزيز ثقافة الاستجابة الواعي، مؤكدا قدرة الإعلام على أن يكون أداة قوية في بناء الثقة بين المواطن والجهات الرسمية، عبر بث رسائل واضحة ومدروسة حول دلالات صافرات الإنذار، وتكرار التعليمات الميدانية بلغة مبسطة يفهمها الجميع لترسيخ ثقافة استجابة واعية ومسؤولة.
وبين المعاني أن خطورة المواد التي تُنتشر على منصات التواصل الاجتماعي وتحمل طابعا من السخرية والتندر عند إطلاق الصافرات، تكمن في أن كل مشاركة، إعجاب، أو تعليق ساخر على هذه المقاطع يُسهم في تحويل سلوك فردي خاطئ إلى نموذج مقبول اجتماعيًا، مشددا على ان الاستجابة الجادة لصافرات الانذار هو سلوك وطني مسؤول يجب أن يُحتذى، خاصة وأن التعامل معها بجدّية ليس فقط لحماية النفس، بل أيضا لحماية من حولنا.