اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
عمان ليست اولويتها تلفريك..
فراس عوض
في الوقت الذي تمتلئ فيه شوارع عمّان بالحفر، وتتفتّت الأرصفة تحت أقدام المارة، وتتصاعد روائح الحاويات كأنها احتجاج صامت على الإهمال، تُنفق الملايين على مشاريع لا تمتّ بصلة إلى أولويات المواطن.. ثمانية ملايين دينار تُصرف على مشروع 'تجميلي” جديد، بينما الأرصفة مكسّرة، والشوارع تبتلع إطارات السيارات، والمياه تتجمّع بعد كل مطر كأننا في مدينة بلا تصريف. أي منطق يجعل من التجميل أولى من الترميم؟ ومن الكماليات أولى من الأساسيات؟ المواطن لا يطلب رفاهية، بل حقه البسيط في أن يسير بأمان على رصيفٍ لا يعرّضه للسقوط، وأن يقود سيارته دون أن يضطر كل أسبوع لزيارة الكراج بسبب حفرة أكلت جزءًا من مركبته.
أين التخطيط الحضري؟ أين ممرات المشاة الواضحة؟ أين السياج الحديي على طول الشوارع، يكون منها فتحات لممرات المشاة؟ أين حاويات النفايات الأرضية الحديثة التي استُخدمت في مدن أقل ثراءً من عمّان؟ أين إعادة التدوير؟ المواطن يريد حلولًا تعالج الواقع لا مشاريع تلمّع الصورة. فليتذكّر كل مسؤول أن هذه الأموال ليست ملكًا شخصيًا، إنها من ضرائبنا، من تعبنا، من جيوبنا نحن.
عمّان لا تحتاج 'تلغريكًا' جديدًا لتزيين واجهاتها، بل تحتاج عقلًا رشيدًا يعيد أولوياتها إلى مسارها الطبيعي. نريد أن نعيش في مدينة تليق بنا، لا أن تُدار كأنها معرض مؤقت للمشاريع غير المدروسة. ولهذا، أدعو كل شاب وامرأة وكل مواطن يشعر بالمسؤولية أن يرفع صوته عاليًا: كفى عبثًا بأموالنا!
يجب أن يكون صوتنا واضحًا في وجه من يقرّر دوننا، فالمسؤول الذي يوجد الانفاق في غير مكانه لا يملك الحق في التصرف بعرقنا كما يشاء.. هذه ليست رفاهية، بل كرامة مدينة تعب أهلها من الصبر، ويريدون فقط أن تمشي عجلات حياتهم على أرضٍ ممهدة، لا على حفَرٍ من الإهمال واللامبالاة.












































