اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة عمون الاخبارية
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
منذ إندلاع العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة على قطاع غزة، يواصل الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني نهجاً ثابتاً يقوم على رفض الحرب والعمل الحثيث لوقفها، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق القطاع التي تواجه نقصًا حادًا في الغذاء والدواء والضروريات، مع الإصرار على إعادة إعمار غزة دون أي شكل من أشكال التهجير للفلسطينيين.
رفض التهجير هو موقف أردني مبدئي لم يتزحزح عبر العقود، وقد أكد جلالة الملك غير مرة أن الأردن لا يكتفي برفضه، بل يعمل على تحذير العالم من خطورة هذا المخطط على أمن المنطقة واستقرارها، ومن هذا المنطلق، تمضي الدبلوماسية الأردنية في شرح أبعاد هذا الخطر، والعمل لحماية المصالح الوطنية الأردنية من أي تداعيات محتملة، سواء على المستوى الأمني أو الاقتصادي أو السياسي.
وفي كل محفل، يؤكد جلالة الملك أن السلام العادل والدائم لا يتحقق إلا عبر حل الدولتين، بإعتباره السبيل الوحيد لضمان استقرار المنطقة وإنهاء دوامة العنف والدمار، فالقضية الفلسطينية لم تكن يومًا بالنسبة للأردن قضية سياسية عابرة أو مجرد مسألة حقوقية وأخلاقية، بل هي قضية محورية ارتبطت بوجوده وتاريخه وهويته، وحمل الأردن عبئها منذ نشأتها وحتى اليوم.
اثبت الحراك الدبلوماسي الأردني بقيادة الملك عبدالله الثاني أنه صوت العقل في عالم مضطرب، فالمواقف الأردنية الثابتة هزّت ضمائر العالم، وأسهمت في تغيير المزاج العام الدولي حيال القضية الفلسطينية، وهو ما تُرجم في اعتراف العديد من الدول بدولة فلسطين مؤخرًا، لقد قاد الأردن جهوده بصمت، لكنه فرض احترامه على الساحة الدولية.
لم يقتصر الدور الأردني على الجانب السياسي، بل امتد إلى الميدان الإنساني، عبر إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة برًا وجوًا، وإقامة المستشفيات الميدانية في غزة والضفة الغربية، وإطلاق مبادرات إنسانية لمبتوري الأطراف من ضحايا العدوان، وهذه المبادرات لم تخفف فقط من معاناة أهل غزة والضفة، بل جسدت صورة عملية للتضامن الأردني الفلسطيني.
ويبقى الدور الأردني الأبرز مرتبطًا بالقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، فالوصاية الهاشمية، التي يتولاها جلالة الملك عبدالله الثاني، تمثل عقدًا شرعيًا وتاريخيًا ودينيًا متجذرًا، غدا محل إجماع دولي. هذه الوصاية لا تقتصر على الرعاية الدينية، بل هي سند لتعزيز صمود المقدسيين، وترسيخ الهوية العربية الإسلامية للمدينة المقدسة.
ان الأردن اليوم، بقيادة الملك عبدالله الثاني، يثبت أن مواقف الحق لا تُباع ولا تُشترى. فمن وقف الحرب على غزة، إلى كسر الحصار، إلى رعاية المقدسات، إلى الحراك الدبلوماسي الفاعل، يرسم الأردن نموذجًا في الثبات على المبادئ والالتزام بالقضايا العادلة. وهو بذلك لا يحمي فلسطين فقط، بل يحمي المنطقة بأسرها من الانزلاق نحو المجهول.