اخبار الاردن
موقع كل يوم -جريدة الغد
نشر بتاريخ: ١٩ أذار ٢٠٢٤
يصادف غد الأربعاء، العيد السابع والسبعين لمولد سمو الأمير الحسن بن طلال.
وبالتأمل في العام الماضي، لا يمكن للمرء تجاهل المعاناة الإنسانية الكارثية التي لا تزال أبعادها تتكشف في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة. وتذكِّرنا هذه الأحداث المؤلمة بالكلمات التي قالها المغفور له جلالة الملك الحسين في الجلسة الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 حزيران/يونيو 1967:
'سوف لا أحدثكم فقط عن السلام لأن الشرط الأساسي الكبير للسلام هو العدل. عندما نحقق العدل في الشرق الأوسط نكون قد حققنا السلام فيه. لقد كثر الكلام حول السلام في هذه القاعة ولكن الكلام عن العدل كان قليلاً جداً. لقد ادَّعت إسرائيل بأن ما يطلبه شعبها هو السلام والأمن، ولكن اذكروا جيداً بأن هذه كانت صيحة المعتدي المنتصر، وهي صيحة للسلام الذي يقوم على تسليم الضحية، والأمن القائم على أشلاء الذي سقط.
إن حرب اليوم ليست حرباً جديدة بل إنها جزء من حرب قديمة ستستمر لسنين طويلة إذا لم يُصحح الخطأ المعنوي والمادي الذي لحق بالعرب.'
عَقِبَ حرب 1967 المشؤومة، وهي مثال على الوعود الكاذبة بأرض الميعاد، شرع الأمير الحسن في البحث والكتابة حول على ما أسماه 'المستعمرات' في الضفة الغربية. وكان نتاج هذه الجهود المخلصة نشر العديد من الأعمال القيِّمة بما فيها ' القدس دراسة قانونية' عام 1979 ، و'حق الفلسطينيين في تقرير المصير: دراسة للضفة الغربية وقطاع غزة' عام 1980. وعلى مر السنين، عبَّر صاحب السمو الملكي، باستمرار، عن إيمانه الراسخ في حق تقرير المصير، والاعتراف به كحق أساسي من حقوق الإنسان.
خلال العام الماضي، كرّس صاحب السمو الملكي نفسه، كما هو الحال دائمًا، للعمل مع المجتمعات المحلية التي تركِّز على جعل القانون يعمل من أجل الجميع. كما كان الأمير الحسن من أشد المؤيدين للمبادرات الإقليمية التي تهدف إلى تعزيز الإستقرار الإقليمي ومن بينها الدعوة إلى تشكيل مجلس اقتصادي واجتماعي في المنطقة، تنشئه المنطقة بنفسها، من أجل الإعتراف بالكرامة الإنسانية للمشرق وشبه الجزيرة العربية.
مايزال صاحب السمو الملكي ثابتًا في التزامه بتعزيز السلام في المشرق والعالم، ومن الأمور الأساسية في هذا المسعى تفانيه في الدعوة إلى حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.