الشريف فواز .. رائد من رواد الحركة الرياضية

الفريق الركن المتقاعد غازي موسى الطّيب

سأتحدث اليوم عن أحد رجالات الوطن ، والذين يمثلون منارات مضيئة في قصص الإنجاز والإبداع والنجاح ، والتي سيذكرها التاريخ پأحرف من نور ، وذلك بفضل تفانيهم وإخلاصهم لتقديم صورة مشرقة تليق بمكانة وسمعة الرياضة الأردنية في جميع المحافل العربية والآسيوية والعالمية .

وهنا ينبغي إن لا يغيب عن أذاهننا الإشارة إلى الشريف فواز بن شرف آل عون كأحد رجالات الوطن ورمز من روموزه البارزين ، فهو رجل دولة وفكر مستنير أختط الحركة الرياضية والشبابية وكذلك الثقافية في الأردن بحروف من ذهب ، مستندا إلى دعم ملكي منقطع النظير ، وهذا يؤكد حرص جلالة الملك عبدالله الثاني على توفير بيئة مثالية محفزة للرياضة والشباب كما هو الحال أيضا في مختلف القطاعات الأخرى .

وبناء عليه كان الشريف فواز بحقّ رائداً مؤسساً وصاحب رؤية بعيدة المدى ، أسهمت في صياغة المشهد الشبابي والثقافي الأردني الحديث وذلك أستنادا إلى التوجيهات الملكية السامية.

يُعدّ الشريف فواز بن شرف آل عون المؤسس الأول لهيئة روّاد الحركة الرياضية والشبابية، واضعاً اللبنة الأولى لمشروع وطني متكامل يهدف إلى تمكين الشباب وصقل قدراتهم ولم يقف عطاءه عند هذا الحد فحسب ، وأنما كان صاحب المبادرة في توسيع مدينة الحسين للشباب، حيث كانت مساحتها قبل التوسعة ٣٥٠ دونماً، فنجح بإضافة ٩٠٠ دونم جديدة لتصبح قادرة على استيعاب الأنشطة والفعاليات الرياضية والشبابية بحجمها الحالي الذي شهدناه مؤخراً ،وقد تحقق هذا الإنجاز بفضل الدعم الملكي المباشر لما لهذا القطاع من دور مهم وأساس في بناء الوطن وإعلاء رايتة خافقة في كافة المحافل الدولية ليترجم رؤية وطنية استراتيجية تخدم أجيالاً متعاقبة.

ولأنه آمن بأن الشباب هم ثروة الوطن وعماد الأمة، أسهم الشريف فواز في تأسيس الحركة الرياضية والشبابية بالشراكة مع شخصيات وطنية بارزة، منهم مشهور قنّاش، محمد جميل ابو الطيب، فخري البلبيسي، ومصطفى الحسن وآخرون، ليضعوا معاً أسس هذه الحركة على ما هي عليه اليوم. ويُحسب له دوره الفاعل في دعم مراكز الشباب في مختلف أنحاء المملكة، والتي بلغ عددها اليوم ٢١٦ مركزاً، شاهدةً على رسالته في تمكين الشباب وتوفير بيئة آمنة لنضجهم وتطورهم تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية .

ومن المعلوم أن الشريف فواز بن شرف قد كان أول وزير للشباب ، وهو أيضا أول وزير للثقافة في تاريخ الأردن، مما يجسد مكانته كرجل صاحب فكر نير ولديه نظرة في التخطيط الاستراتيجي البعيد المدى .

لقد آمن بأهمية الاستثمار في الإنسان الأردني،

وهو خريج الجامعة الأمريكية في بيروت، ومثّل الأردن خير تمثيل في المحافل الدولية بصفته مندوب المملكة الدائم في الأمم المتحدة وسفيراً فوق العادة في سويسرا، ليكون وجهاً مشرفاً للأردن على الساحة العالمية.

لم يكن الشريف فواز بن شرف مجرد مسؤول رسمي، وإنما كان شخصية تحمل سمات النزاهة والصدق والإخلاص، عرف بقوة شخصيته وأمانته ووفائه للعرش الهاشمي. وقد نال تقدير جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الذي أنعم عليه بوسام المئوية تكريماً لمسيرته الحافلة بالعطاء، وهو وسام ناله عن جدارة واستحقاق.

لقد كان الشريف فواز بن شرف آل عون وما زال نموذجاً للرؤية النيّرة والفكر المستنير، ورمزاً وطنياً ترك بصمة لا تمحى في مسيرة الرياضة والشباب والثقافة في الأردن، وسيبقى اسمه محفوراً في ذاكرة الوطن كأحد الرجال الذين أسسوا وعمّروا وبنوا للأجيال القادمة ،

فما بين حقب مضت وهي مفعمة بالإنجازات ومستقبل مشرق قادم معطر بروح الإنجاز والإبداع والنجاح نستلهم أعمال رجال الوطن الذين قدموا الكثير من الإنجازات والمكتسبات الوطنية التي ستبقى محفورة بذاكرة الوطن ، ومستندة إلى دعم ملكي هاشمي متدفق العطاء والإنجاز بقيادة عميد آل البيت جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين.