اخبار الاردن
موقع كل يوم -سواليف
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
#سواليف
بين #الركام وتحت #أنقاض_المدن المحطّمة، تتشكّل في #غزة ملامح موجعة لجريمة مستمرة، عنوانها هذه المرة: ' #المقابر_العشوائية '. مشهد غير مألوف، لكنه بات واقعًا يوميًا في قطاع لم يعد فيه للموت ترتيب، ولا للوداع شكل.
في مشاهد تقشعر لها الأبدان، اضطرت #عائلات_فلسطينية إلى دفن أبنائها في أراضٍ قاحلة، أو على أطراف الطرقات، أو في الساحات المحيطة بالمستشفيات، بعدما تعذّر الوصول إلى المقابر الرسمية التي طالتها النيران أو أُغلقت بفعل #الحصار والدمار. بعض الجثامين وُريت الثرى دون غسل أو كفن، في مشهد يلخّص انهيار كل ما تبقّى من مظاهر الحياة.
الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، قال إن 'الأعداد الكبيرة من الضحايا المدنيين منذ بداية الحرب دفعت الأهالي إلى دفن ذويهم في أماكن عشوائية، بعيدًا عن المقابر الرسمية التي لم تعد متاحة'. وأضاف: 'نجد في كل منطقة مقبرة، وفي كل شارع ربما، في ظل واقع فرضته حرب الإبادة'.
وأوضح بصل أن كثيرًا من الأهالي اضطروا، خلال ذروة العدوان، إلى دفن أحبّائهم في الشوارع أو الطرق الداخلية أو أي مساحة متاحة، فقط لتأمين دفنهم. وتابع: 'هناك أعداد كبيرة جدًا من المقابر العشوائية في مختلف مناطق القطاع، وتحاول طواقم الدفاع المدني منذ بدء وقف إطلاق النار نقل الجثامين إلى مقابر مخصصة'.
وأشار إلى وجود فارق بين المقابر العشوائية التي أنشأها المواطنون اضطرارًا، وتلك التي أقامها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد تنفيذ عمليات قتل جماعي. وقال: 'الاحتلال قام بدفن جماعي لفلسطينيين في أكثر من موقع، منها محيط مستشفى الشفاء ومستشفى ناصر، وقد عملنا على استخراج الجثامين من تلك المواقع ودفنها بطريقة لائقة'.
وأضاف أن المقابر التي أنشأها المواطنون لم تكن في المواقع المخصصة لدفن الموتى قبل الحرب، والتي تتركز غالبًا في المناطق الشرقية وتتسع لأعداد كبيرة، لكن الحصار والدمار حال دون الوصول إليها، ما اضطر الأهالي إلى دفن ذويهم في أماكن غير مخصصة لذلك.
ووصف بصل المشهد بأنه 'كارثي'، مشيرًا إلى أن الدفاع المدني يتلقى طلبات متزايدة من الأهالي لنقل الجثامين إلى مقابر رسمية. لكنه نبّه إلى أن التحدي الأكبر يكمن في وجود جثامين مجهولة الهوية، لا يمكن التعرف عليها، ما يعقّد عمليات التوثيق والنقل.
وتابع: 'نحن أمام ظاهرة المقابر الجماعية في عدد من مناطق القطاع، لا سيما في شمال غزة ومدينة غزة، حيث قُتل عدد كبير من المواطنين على يد جيش الاحتلال، ولم يكن هناك مكان لدفنهم'.
ويأتي هذا المشهد في سياق كارثة إنسانية غير مسبوقة، إذ يواصل قطاع غزة مواجهة آثار الحرب الإسرائيلية التي بدأت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من (238 ألف) فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من (11 ألف) مفقود، ومجاعة أودت بحياة كثيرين، فضلًا عن دمار شامل طال معظم مناطق القطاع، وسط تجاهل دولي لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
وفي 9 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق مرحلي بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة 'حماس'، إثر مفاوضات غير مباشرة في شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أميركي.
وبموجب الاتفاق، أطلقت 'حماس' في 13 تشرين الأول/أكتوبر سراح (20) أسيرًا إسرائيليًا أحياء، فيما تشير تقديرات إسرائيلية إلى وجود جثامين (28) أسيرًا آخرين، تسلّمت منهم أربعة حتى الآن.
وتشمل المرحلة الثانية من الاتفاق، التي لم تستجب لها إسرائيل حتى الآن، تشكيل 'لجنة الإسناد المجتمعي' لتسيير شؤون قطاع غزة، ومتابعة تدفّق المساعدات ومشاريع إعادة الإعمار، وسط تحذيرات من أن أي إدارة لا تستند إلى وحدة وطنية وسيادة فلسطينية حقيقية ستبقى عرضة للتفكك والابتزاز السياسي.












































