اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١١ أب ٢٠٢٥
أنس الشريف صوت الثورة الذي لا ينطفئ
خلود العجارمه
في قلب غزة حيث الأرض تئن تحت وطأة القصف والدمار وحيث يحاصر الجوع والظلم كل زاوية من زوايا الحياة كان هناك صوت لا يخاف صوت صار عنوانًا للحق والكلمة الحرة صوت أنس الشريف ذلك الشاب الذي رفض أن يكون شاهدًا صامتًا على جريمة الاحتلال بل اختار أن يكون لهبًا يتقد في وجه الظلم وسلاحًا يحمل الحقيقة رغم كل الأخطار ولد أنس في مخيم جباليا الذي يشبه كل مخيمات الشتات الفلسطينية حكاية مريرة من الألم والأمل نشأ وسط جدران تعانق الحكايات وتتنفس الآهات تعلم أن الكلمة هنا ليست مجرد حرف بل دم ينبض وحياة تهتف للحرية فاختار الصحافة دربًا ومسارًا لم يكن سهلاً في بلد يقتل فيه الاحتلال من يحمل الكاميرا أو القلم عندما اندلعت الحرب لم يهرب ولم يتراجع بل كان في الميدان يواجه رصاص الاحتلال بنفس الجرأة التي تواجه بها غزة جحيمه كل يوم لم تغره التهديدات ولا الدماء التي سالت من حوله فقد فقد والده في قصف وحشي لكنه ظل واقفًا على الأرض يحمل كاميرته وينقل صوت الشعب الذي لا صوت له كان يعرف أن مهمة الصحفي ليست فقط نقل الأخبار بل أن يكون صانع التاريخ وموثق الحقائق فلا يمكن أن يموت صوت الحرية مهما حاولوا القتل والاغتيال لم يخف من التهديدات التي وصلت له على الهاتف أو على وسائل التواصل بل زادته إصرارًا وعزيمة وفي ذلك اليوم الأسود العاشر من أغسطس عام ألفين وخمسة وعشرين استهدفه الاحتلال في غارة جبانة استهدفت خيمة الصحفيين قرب مستشفى الشفاء تلك الغارة التي قتلت أنس وزملاءه لكنها لم تستطع قتل الحقيقة التي حملوها أو إرثهم الذي سيظل شعلة تنير درب الأجيال القادمة وصيته التي تركها كانت أكثر من كلمات كانت عهدًا لكل من يؤمن بالحرية ودعوة للثبات والتمسك بفلسطين لا تنسوا غزة لا تنسوا من استشهدوا من أجل أن تبقى شعلة المقاومة مضيئة في عتمة الاحتلال أنس الشريف ليس مجرد صحفي بل هو رمز المقاومة في وجه آلة القتل رمز من رموز الصمود والتحدي درس لكل حر بأن الكلمة الحرة لا تموت وأن النضال مستمر مهما اشتدت الظروف أخذ معه جسده إلى الثرى لكنه ترك صوته يعلو فوق كل جدران الحصار وصدى صموده يردد في كل شبر من تراب فلسطين لن تسكت غزة ولن تموت الكلمة الحرة طالما هناك أناس مثله مستعدون للموت في سبيل الحقيقة أيها الأحرار لا تنسوا أن أنس الشريف كان الصوت الذي فضح وجه الاحتلال القاتل في وضح النهار والرسالة التي حملها هي رسالة كل شهيد فلسطيني كل طفل يموت جوعًا كل أم تبكي على فلذة كبدها إننا اليوم أمام إرث عظيم مسؤولية كل واحد منا أن يحمل المشعل لا أن يسمح لآلة القتل بإسكات الحقيقة لأن الكلمة التي حملها أنس هي البداية وليس النهاية فلنرفع أصواتنا ولنقهر ظلام الاحتلال بنور الحقيقة ولنحيي ذكراه بكلماتنا وأفعالنا أنس الشريف صوت الثورة الذي لا ينطفئ وإن غاب الجسد تبقى الكلمة نارًا في صدر الزمن تبقى غزة حيّة تنتصر بصوته وبدمه