اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ٣٠ أب ٢٠٢٥
كتب محرر جراسا - يُعد الدكتور هيثم أبو خديجة واحدًا من أبرز رجالات الاقتصاد والتعليم في الأردن، ونموذجًا لرجل الأعمال الذي جمع بين العلم والعمل، وبين الاستثمار والرسالة المجتمعية.
نشأ أبو خديجة في بيتٍ عريق أسسه والده الحاج عبد الله أبو خديجة، أحد الرواد الذين أرسوا صروحًا في التعليم والصحة والاستثمار مثل مستشفى ابن الهيثم ومدارس الاتحاد وجامعة العلوم التطبيقية الخاصة والشركة العربية الدولية للتعليم والاستثمار.
من هذا الإرث المؤسسي الوطني العريق، استلهم الدكتور هيثم طريقه، فجمع بين التأهيل الأكاديمي والخبرة العملية، إذ حصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة عمان الأهلية عام 1994، ثم نال الماجستير في العلوم المالية والمصرفية من الأكاديمية العربية عام 2001، والدكتوراه في إدارة الأعمال عام 2007، لينطلق بعدها إلى مواقع قيادية في مجموعة واسعة من المؤسسات.
تولى رئاسة مجلس أمناء جامعة العلوم التطبيقية الخاصة، وقاد توجهاتها نحو التميز والريادة، مؤكدًا أن العلم هو رأس المال الحقيقي للأمم، كما شغل مواقع متقدمة في شركات تمتد مجالاتها من التعليم والصحة إلى التمويل والعقار، وكان من أبرزها تسلمه رئاسة مجلس إدارة الشركة الأولى للتمويل، إضافة إلى رئاسته لمجلس إدارة الشركة الأردنية للتطوير العقاري.
لم يقتصر حضور أبو خديجة على القطاع الخاص، بل امتد إلى العمل العام، حين انتُخب نائبًا في مجلس النواب الأردني السابع عشر، جامعًا بين الخبرة الاقتصادية والدور الوطني، وتميز برؤية تستند إلى أن التعليم رسالة قبل أن يكون استثمارًا، وأن الجامعة والمستشفى هما مؤسستان لخدمة الإنسان قبل أن تكونا مشاريع ربحية، فغرس من خلال قيادته قيم الجودة والموثوقية، ورعى مبادرات أكاديمية وبحثية عززت من مكانة البحث العلمي والتفوق الأكاديمي.
وقد عُرف عنه أنه رجل قيادة رصينة، وحوكمة واعية، يوازن بين الانضباط الإداري والبعد الإنساني، ويجعل من نجاحه الشخصي وسيلةً لبناء نجاح وطني أشمل.
أبو خديجة، قصة نجاح نموذجية، تختصر حكاية رجلٍ آمن بأن الاستثمار إذا اقترن بالعلم، تحول إلى تنمية مستدامة، وإذا اقترن بالضمير، غدا خدمة صادقة، فترك أثرًا واضحًا في التعليم والصحة والتمويل والعقار، وبصمات شاهدة على أن القيادة الواعية قادرة على تحويل المؤسسات إلى رسائل، والرسائل إلى نهجٍ متجدد في خدمة الوطن والإنسان.
المتأمل في مسيرة الدكتور هيثم أبو خديجة، يدرك أنه ليس مجرد رجل أعمال ناجح، بل هو قائد بفكرٍ مستنير، ورجل بمقام مؤسسةٍ كاملة، تتجسد فيه قيم الأصالة والنهضة، فهو من أولئك القلّة الذين لا يكتفون بأن يتركوا بصمة في زمانهم، بل يصوغون مستقبلًا لأجيالٍ قادمة، لتبقى سيرته شاهدًا على أن العظمة ليست في ما يملكه المرء، بل فيما يقدمه لوطنه وأمته من علمٍ وعملٍ، وبصيرةٍ نافذة.