منال طه.. صولات تنافسية وتحكيمية وإدارية في ملاعب "الطائرة" والسكواش

عمان - يبقى لطعم الإنجاز مذاقه الخاص، وتزداد نكهته حلاوة، حين يعتريه الجد والتعب وعرق الاجتهاد في الملعب، متجاوزا المعوقات والصعوبات للوصول إلى الهدف، في بداية تستحق تسميتها 'من الصفر'، ليخرج أصحابها من رحم المعاناة إلى عالم النجومية. 

زاوية 'من الصفر' تقف في جديد محطاتها، عند د. منال طه، الرياضية الشاملة والأكاديمية الناجحة، التي حفرت بالصخر في مسيرة رياضية متميزة، مارست خلالها العديد من الألعاب، وخطفها تحكيم الكرة الطائرة، لتكون أول حكم عربي دولي على صعيد الإناث، وتواصل حضورها في التحكيم المحلي حاليا، كعضو في لجنة الحكام ومراقب حكام، إلى جانب شغلها لمنصب أمين سر اتحاد السكواش حاليا.

وأكاديميا تعمل طه حاليا كمساعد عميد شؤون الطلبة، ومساعد عميد الجودة والتعليم الإلكتروني في جامعة مؤتة/ كلية علوم الرياضة.

الكويت.. عمان

تروي طه شغفها بالرياضة منذ نعومة أظفارها، قائلة: 'عشقت الرياضة منذ طفولتي بالكويت، ومارست العديد من الألعاب الرياضية، ومثلت فرق المدارس طيلة فترة دراستي، ورغم أنني أنهيت الثانوية العامة بمعدل عال في الفرع العلمي، ومع إصرار عائلتي على دراسة العلوم، حين اصطحبوني وسجلوني في هذا التخصص، إلا أنني لم أجد نفسي فيه، وتحولت إلى دراسة التربية الرياضية وعلومها في الجامعة الأردنية'.

وأضافت: 'في الجامعة، لعبت العديد من الألعاب الرياضية، إلا أن تركيزي انصب على الكرة الطائرة، والسباحة والسكواش، وتم استدعائي للعديد من المنتخبات الوطنية في مختلف الألعاب، ولظروف خاصة لم أكمل مسيرتي، إلا أنني مثلت المنتخب الوطني للسكواش في الدورة العربية التي أقيمت في الأردن العام 1999، وشاركت المنتخب الوطني بالحصول على المركز الثاني على مستوى الفرق بعد المنتخب المصري، ووقفت بالمركز السابع عربيا على المستوى الفردي'.

أول حكم عربي دولي

وعن حكايتها مع تحكيم الكرة الطائرة الذي ما تزال تمارسه كمراقب وعضو في لجنة الحكام المحلية، أجابت طه: 'رغم تميزي بالعديد من الألعاب الرياضية، وممارسة بعضها إلى الآن، ولا سيما السكواش والتنس الأرضي، إلا أنني قررت التفرغ لتحكيم الكرة الطائرة، الذي خضت فيه العديد من الدورات، وحصلت على الشارة الدولية العام 2001، وكنت أول حكم عربي على مستوى الإناث، وإن تعددت الزميلات في الوقت الحاضر'.

وتابعت: 'مضيت في مسارين رياضيين، أحدهما أكاديمي، حيث تابعت الدراسات العليا، وحصلت على الماجستير وتباعا الدكتوراه، والثاني إداريا وتحكيميا في مضمار الرياضة، فإداريا تواجدت في مجلس إدارة اتحاد السباحة وأنا ابنة 23 ربيعا، قبل سفري للتدريس لمدة 7 سنوات، وتواجدت في لجان عدة، للكرة الطائرة على المستويين الفني والتحكيمي، وحاليا أشغل منصب أمين سر اتحاد السكواش، حيث ترأست الوفد الأردني إلى بطولة قطر الدولية المفتوحة مؤخرا، وتوجنا بالميدالية الذهبية من خلال اللاعب أسامة البطاينة في فئة 15 سنة'.

وزادت: 'استمررت أيضا في ميدان تحكيم الكرة الطائرة حاليا،  خلال فترة تدريسي في العديد من البلدان العربية، رغم الصعوبات التي واجهتها في اليمن بسبب العادات والتقاليد، وشاركت كعضو لجنة احتكام في العديد من البطولات والمناسبات العربية والإقليمية، وأجمل المحطات في مسيرتي التحكيمية، كانت مشاركتي في إدارة مباريات كأس العالم للسيدات التي أقيمت في كازاخستان العام 2009، وأشارك في مراقبة مباريات جميع الدوريات على مستوى الرجال والإناث، واختياري للتحكيم، جاء لأنه الأنسب للإناث والأهدأ من دون احتكاك مباشر مع المتنافسين'.

وأردفت قائلة : 'ما أزال أوازن بين مهامي التحكيمية وأعمالي الأكاديمية، حيث أعمل في جامعة مؤتة/ كلية علوم الرياضة، وأشغل حاليا منصبين، الأول أعمل مساعد العميد لشؤون الطلبة، والثانيأ مساعد عميد الجودة والتعليم الإلكتروني، وأدور في فلك الرياضة التي أجد نفسي في جميع مساراتها سواء في الملاعب أو في الجامعة'.

الطائرة تحلق

وقارنت طه بين ماضي الكرة الطائرة وحاضرها محليا بقولها: 'عاشت الطائرة الأردنية على صعيد الأندية والمنتخبات الوطنية، في سبات عميق خلال السنوات السابقة، ولعبت ظروف عدة ومجمتمعة في مراوحتها المدرج، لكن الطائرة الأردنية في عهد رئيسة الاتحاد سمو الأميرة آية بنت الفيصل، وجهود نائب الرئيسة جهاد قطيشات، قطعت شوطا مهما في التطور على صعيد الأندية والمنتخبات الوطنية'.

وبينت، 'لدينا منتخبات وطنية لجميع الفئات، ومدربون على سوية عالية، سواء التونسيين أو الوطنيين، وحلقت الطائرة الأردنية فوق منصات التتويج، فمنتخب السيدات توج بفضية غرب آسيا، وبرونزية الدورة العربية، مع تقدم مستمر للطائرة الشاطئية، واهتمام ملحوظ بالفئات العمرية، واستضافة العديد من البطولات العربية والإقليمية على صعيد الأندية والمنتخبات،  وللمرة الأولى في تاريخ اللعبة، يتم جلب راع رسمي، وشمل التطوير أيضا، الحكام والمدربين، ولدينا قاعدة عريضة من المدربين الوطنيين من الجنسين بمختلف المستويات، لذا فإن الطائرة الأردنية تتحضر للتحليق عاليا فوق منصات التتويج'.

اعتزال البرقاوي

وعن أسباب اعتزال ابنتها السباحة سلام البرقاوي رغم انطلاقتها القوية وتسجيلها أرقاما ما تزال في أرشيف السباحة الأردنية، ردت طه: 'ابنتي سلام تميزت في السباحة في الألفية الثانية، وسجلت أرقاما أردنية ما تزال خالدة، وكان لها حضورها عربيا وقاريا، وكانت مرشحة للمشاركة في الأولمبياد في ذلك الوقت، إلا أن ظروفا كثيرة حرمتها المشاركة رغم أحقيتها، وتركت السباحة لظروفها الخاصة'.