"لا استثناءات لابن عطوفة ولا ابن سعادة".. الأردن يكشف تفاصيل برنامج التجنيد الإلزامي

عمان، الأردن (CNN)-- كشفت الحكومة الأردنية والقوات المسلحة (الجيش العربي)، الاثنين، عن تفاصيل برنامج خدمة العلم (التجنيد الإلزامي)، الذي أُعلن عن إعادة تفعيله، ليكون امتدادًا لبرنامج الخدمة العسكرية الإلزامية الذي تم تجميد العمل به عام 1991.

وكان ولي عهد الأردن، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، قد أعلن السبت عن إعادة تفعيل خدمة العلم، وذلك بعد أن أشار في مقابلة متلفزة مع قناة 'العربية' في مايو/أيار 2024 إلى أهمية إعادة الخدمة.

وسيبدأ استدعاء 6 آلاف مكلف من الذكور مع بداية عام 2026، من مواليد عام 2007 ممن أتموا 18 عامًا بحلول الأول من يناير/ كانون الثاني، على أن يتم التوسع تدريجيًا في استدعاء المكلفين في السنوات اللاحقة، ليصل العدد إلى 10 آلاف، حتى شمول الفئة المستهدفة.

من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، في مؤتمر صحفي عقد في دار رئاسة الوزراء، أن الدفعة الأولى التي ستُستدعى للخدمة ستحمل رقم الدفعة (54)، بينما كانت الدفعة الأخيرة تحمل الرقم (53) في عام 1991.

وشدد المومني خلال المؤتمر على أن البرنامج لن يكون مرتبطًا بفرص العمل أو التشغيل، بل هو خدمة عسكرية إجبارية، يتخللها مسار معرفي نظري، ومسار تدريب عسكري مكثف يمتد لـ3 أشهر، يُنقل بعدها الخريجون إلى صفوف الاحتياط .

وبيّن المومني، أن الحكومة ستعرض الأسباب الموجبة لتعديل قانون خدمة العلم والخدمة الاحتياطية في جلسة مجلس الوزراء القادمة، تمهيدًا لإرسال القانون المعدّل بصفة الاستعجال إلى البرلمان فور انعقاد الدورة النيابية. وسيُخصص للبرنامج جزء من موازنة النفقات الطارئة لهذا العام للتجهيزات، على أن يُدرج بند خاص ضمن الموازنة العامة سنويًا.

وسيتم اختيار المكلفين بما يراعي التوزيع السكاني في المحافظات الأردنية، حيث سيتم اختيار 300 مكلف في الدفعة الأولى من كل محافظة، باستثناء العاصمة التي سيتم اختيار 1500 مكلف منها، إضافة إلى 900 مكلف من محافظة إربد، و900 مكلف من محافظة الزرقاء.

وشدد المومني على أنه 'لا استثناءات لمن سيتم اختيارهم'، قائلاً: 'لا ابن عطوفة، ولا ابن سعادة، ولا ابن معالي'، مؤكدًا أن ولي العهد كان حازمًا في ضمان الشفافية.

وعن دلالات توقيت إعادة تفعيل الخدمة الإلزامية، قال المومني إن الحكومة تعمل على البرنامج منذ مدة، فيما علّق على التصريحات الإسرائيلية الأخيرة بشأن التوسع في العمليات العسكرية في الضفة الغربية وغزة والتهديدات الإقليمية لدول المنطقة بما فيها الأردن، بالقول: 'اليمين الإسرائيلي المتطرف يمعن اليوم في ممارسات تهدد استقرار المنطقة ومصالح الدول، وتقوّض فرص حل الدولتين.'

وأضاف المومني: 'نحن نقف خلف مؤسساتنا الوطنية، ورؤيتها الحكيمة في التعامل مع أي تهديدات، وبما يصون مصالح الأردن العليا.'

من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد الركن مصطفى الحياري، إن آلية استدعاء المكلفين ستتم وفقًا لنظام أعمال التجنيد من خلال وزارة الداخلية ومديريات الشرطة في الأمن العام، عبر الرسائل النصية، وتطبيق 'سند' الحكومي، ومنصة إلكترونية سيتم تفعيلها فور إقرار قانون خدمة العلم الجديد.

وبحسب الحياري، ستتولى القوات المسلحة الأردنية تنفيذ البرنامج، وفق أعلى المعايير التدريبية واللوجستية، مشيرًا إلى أن التدريب سيتم داخل معسكري 'خو' و'شويعر' التابعين للقوات المسلحة.

وسيعقد في العام المقبل 3 دورات تدريبية، تبدأ الأولى فعليًا في الأول من فبراير/شباط، وتستمر لمدة 3 أشهر. وأكد الحياري أن المكلفين لن يغادروا المعسكرات طيلة فترة التدريب لضمان الانضباط والتأقلم، مع منحهم أول إجازة بعد الأسبوع الرابع لمدة 48 ساعة، تليها إجازات أسبوعية.

وأوضح الحياري أن من لم يُستدعَ من مواليد 2007، سيُطلب منه الاستمرار في تأجيل خدمة العلم، بينما ستُطبق العقوبات المنصوص عليها في القانون على المتخلفين عن الاستدعاء، والتي تشمل الحبس لمدة لا تقل عن 3 أشهر ولا تزيد على سنة، على أن يلتحق بعدها بالخدمة.

وتنحصر حالات الإعفاء بمن هو وحيد والديه، أو المعتل صحيًا. أما حالات التأجيل فتشمل المقيمين خارج البلاد، والطلبة على نظام الدراسة السنوية، أو المنتظمين في المدارس الحكومية والخاصة، على أن يلتحقوا بالخدمة لاحقا.