ما المطلوب منا بعد العفو العام

توقيت العفو العام .. عدد المشمولين به .. توجيه ملكي واضح للحكومة ولمجلس الامة .

يأتي توقيت العفو العام المتوقع اقراره بشكل كامل من مجلس النواب والاعيان عصر الخميس القادم ليقترن بالارادة الملكية السامية فورا واعلانه قبيل الإفطار في توقيت اشد ما يكون بحاجة اليه الشعب الاردني بعد مرحلة اقتصادية عصيبة عقبت مرحلة كورونا وبعد مرحلة سياسية عصيبة جدا بعد ستة اشهر من العدوان الإسرائيلي على غزة والذي نتأمل توقفه خلال ايام .

نعم .. يأتي توقيت العفو العام ايضا ونحن قبل عشرة اشهر احتفلنا كشعب محب مخلص لقيادته بزفاف سمو ولي العهد الحسين بن عبدالله .. ويأتي العفو العام ايضا في نهاية العشر الاواسط وهي ايام الرحمة وبداية العشر الأواخر وهي عتق من النار من شهر رمضان المبارك وقرب عيد الفطر السعيد وقبل كل هذا وبعده يأتي العفو العام ونحن نحتفل بمناسبة مرور ربع قرن باليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على العرش وتوليه سلطاته الدستورية وهو الرفيق الامين الصادق الصدوق الذي يعمل من اجل شعبه لتحقيق الاستقرار والأمان والعيش الكريم له ويصل نهاره بليله من اجل ذلك.

حيثيات التوجيه الملكي واضحة جدا ولا تحتاج لمشرع او اي مسؤول لتفسيرها وكل جملة وردت في التوجيه الملكي للحكومة حددت معايير القضايا التي يجب ان يشملها مشروع القانون وبالتالي يمكن تقدير من سيشملهم العفو ممن هم داخل مراكز الاصلاح والتأهيل محكومين وموقوفين بأكثر من خمسة عشر الف نزيل وهؤلاء مع اسرهم يشكلون حوالي مائة ألف من السكان يضاف لهم مئات الاف وربما نصف مليون محكوم بقضايا سيشملها القانون وهم يشكلون حوالي مليوني نسمة وكذلك مئات الاف من مخالفات السير التي من المرجح ان يشملها العفو العام وربما مخالفات الاقامة ايضا للمقيمين وبالتالي سيكون اكثر من 90% من سكان الاردن مواطنين ومقيمين قد استفادوا من العفو العام.

المهم في التوجيه الملكي السامي ايضا انه لم يترك للاجتهادات الشخصية او المنافع الشخصية بابا يمكن لأحد أن يستفيد منه والتدخل في تفصيله حسب هواه وكنا نلاحظ تدخل قطاعات مختلفة تتذمر وتشكو وتحذر عند كل مرة يتفائل فيها الناس بصدور عفو عام لكن جلالة الملك وهو صاحب الحق الدستوري وضع معايير هامة واهمها العدالة التصالحية وغير ذلك من الموجهات السامية.

اخيرا ... ماهو المطلوب منا نحن ابناء الشعب الاردني بكافة قواه السياسية والحزبية والنقابية والعشائرية والاقتصادية والطلابية والاعلامية .. الخ بعد صدور العفو العام .. ؟؟؟.

بكل بساطة وبكل هدوء اقول لكم يجب ان يكون لدينا جميعا موقفا وطنيا نسجله بهذه المناسبة وهو التحضير لمسيرة شعبية كبرى منظمة تنظيما دقيقا وان ينزل كل الشعب الاردني ومن كافة المحافظات الى عمان يوم الجمعة في حال صدر العفو العام الخميس وان تملأ الجماهير الشارع الممتد من الدوار الثامن وحتى دوار خلدا وان تتكفل كبرى الشركات بتقديم الخيم الرمضانية والافطار للصائمين تعبيرا من الشعب الاردني لجلالة الملك واستمرارا للبيعة للهاشميين وتأكيدا على التلاحم الوطني الذي نحن بأشد ما نكون اليه في هذه المرحلة .

حفظ الله الاردن وقيادته الهاشمية