اخبار الاردن
موقع كل يوم -سواليف
نشر بتاريخ: ١٢ تموز ٢٠٢٥
#سواليف
يا عيب الشوم.. يا خجل الخجل!
#منسف و #امرأة … و #قلة_حياء
#عدنان_الروسان
علينا فقط أن نخجل من أنفسنا، علينا أن نعيد النظر في رجولتنا وكرامتنا وشرفنا، فالأمر يستحق البحث والتحقق. الحُجُب أو الأحجبة التي كانت تتجمل بها نساؤنا خُلقًا ودينًا وامتثالًا لله وأمره، خَلَعنها امتثالًا لسيداو الذي أمر بخلعها. ربما علينا ارتدائها لأننا صرنا ونساؤنا أقرب إلى 'سيداو' من السنة الشريفة.
نفتح صفحات المواقع الاجتماعية فنرى عجبًا…
واحد بلحية وشوارب يظن الناظر إليه قبل أن يتكلم أنه من بطون العرب وأشرف أنسابهم، وإذا بفمه يفترّ عن ابتسامة كبيرة وهو يصور لنا منسفًا باللحم والمكسرات متناثرة على الأرز، ويشرح لنا عن منسفه وكأنه الدويري يشرح عن شارع صلاح الدين في غزة أو عن الكمين المركب في بيت حانون (مع الاعتذار من الصديق العزيز أبو جمال). يتلاعب بفقراء المسلمين الأردنيين وكأنه يقول لهم: 'أنا أستطيع أن آكل المنسف بينما أنتم لا تستطيعون.' قد يكون اللحم هنديًا أو مسخًا، المهم أنه يتفاخر بمنسفه وكأنه يكشف عن اختراع علمي، ثم يبدأ بالأكل والابتسام والطعام يتناثر من فمه كالأنعام، بل أضل سبيلاً…
هذا مشهد..!
مشهد آخر ، واحد يصور فيلم فيديو لزوجته وهي بملابس فاضحة لاصقة، سيداوية، الله يستر عليها! ويتباهى الزوج وهو يعرض مفاتن زوجته وهي تتمايل وتتضاحك وكأنها تجمع المجد من أطرافه. يعرض حياته الخاصة، ولو استطاع أن يدخلنا معه إلى غرفة النوم لنشاهد كيف يمارس عنفوانه وجهاده لفعل، لكن ما يمنعه بقايا قانون وبقايا خوف وليس بقايا شرف. وحينما يتجرأ أحد على سؤاله يحتدّ ويفرد عضلات لسانه ويصهل كبغل أو يزأر كفأر: 'يا أخي لا تتدخل في حياتي الشخصية!' أي ولك، هل بقي لك حياة شخصية؟ ما أنت ما خليت على نفسك ستر مغطي! يا شو أقول لك، ما بتستاهل حتى تنشتم..
والمشاهد كثيرة ومؤلمة، وكأنما الأردنيون انقرضوا ولم يتبق منهم أحد، هذا ما تشي به الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي، أو التواصل البهيمي إلى حد كبير. لكن الحقيقة أن الأغلبية الصامتة المتنحية من الأردنيين هي الأغلبية الشريفة التي لا تعرض نساءها وغرف نومها ومناسفها على العالم.
علينا أن نشفق على أنفسنا فنحن في العالم العربي مثيرون للشفقة. صرنا ممسحة 'زفر' للأوروبيين وهم يروننا أمة أغاني ورقص، بينما المجاهدون في فلسطين يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الله، بينما أطفال غزة ونساؤها يموتون إما جوعًا أو عطشًا أو مرضًا أو قهرًا أو قنابل تُمطرها عليهم إسرائيل الوديعة المسالمة، حبيبة النظام العربي. بينما أولاد الكلب في غزة هم الذين يتسببون بالحروب ولا يوافقون على السلم والسلام والأمن والأمان، وعلى 'سيداو' وعلى التهجير والتدمير والتنسيق الأمني.
علينا أن نشفق على أنفسنا ونستحي من شعوب الغرب والشرق إذا لم نستحِ من الله، ونحن نرى شعوب الشرق والغرب تدافع عن فلسطين وتنتصر للمقاومة وتثور لكرامة الإنسان، بينما نحن غارقون في شعارات: 'داحس أولًا'، 'الغبراء أولًا'، ونخوض حروب طواحين الهواء، ونصرخ على طول الصحراء العربية وعرضها ممتشقين سيوفًا من خشب، ومُتمنطقين أحزمة تزينها الرسوم والوشوم. نحن منشغلون بالأسفار والسؤال والتسول، نحن نعيش حالة ضياع وشتات وتيه. تيه بني إسرائيل كان لأربعين عامًا، وتيهنا مستمر من ساعة أن قضينا على الخلافة الإسلامية لنقع تحت سيطرة الخلافة البريطانية التي تستمر حتى اليوم.
في العالم العربي ندفع للشرطة لتحمينا فتعتقلنا بدل أن تحمينا، وندفع للمخابرات كي تتجسس على الأعداء وتلاحق مخططاتهم، فتتجسس علينا وتلاحق مخططاتنا حتى في غرف النوم. ندفع للقضاء كي يعدل بيننا فيعدل القضاء بيننا…. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ندفع للحاكم كي يحكم بالعدل، فإذا بالحاكم يقدم البرامكة على الشعب ويصبح يحيى بن خالد وجعفر بن يحيى البرمكي أقرب للحاكم من حبل الوريد، وتصبح العامة من الشعب دهماء لا يحق لها إلا ما يحق للبهائم أو أقل: ما خرب من الشعير وما فسد من الماء، وحمار العرس العربي أوفر حظًا من المواطن العربي.
مر الشيطان فوجد أحد أبنائه يحوم في ديار العرب، فضربه بقدمه وأوصله من حَمّ الضربة إلى وادي الجن الأزرق في بلاد الواق واق، ولحقه مكملاً رفسه وضربه وصفعه، وإبليس الصغير يصيح ويستغيث ويطلب من إبليس الكبير أن يقول له ما سبب عقابه. قال له: 'وتسأل؟ ماذا تفعل هناك حيث كنت؟' قال: 'وسوست لي نفسي أن أوسوس لبعض الناس هناك.' قاطعه إبليس الأب: 'ولك توسوس إيش ولمين؟ ولك هناك كلها ناس ميتة من الجوع ولا معها تسكر، وإن سكرت بتموت لأنه مشاريب الحرام مغشوشة، ولا بتقدر توسوس لحدا يفتحلو نايت كلوب فالنايتات والكلبات مالية الدنيا. وشو بدك توسوس؟ وبعدين يا غبي، ولك كلمة هيك ولا هيك بتروح بداهية. في هناك قوانين الجرائم الميكانيكية، وقانون الحب والكراهية، وقانون الدعاء على من يكره رئيس مجلس العموم، واللي بيبين أنه ما بحب بيلتعن أبو أبوه…'
'ولك اعقل ودشّرك من الولدنة وتعلم شغلك زي الناس…'
فهم إبليس الصغير خطأه وقبّل يد إبليس الكبير قبل أن 'يلتعن أبو فاطسة'.