اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
هل سيسمح ترامب بانهيار (إنجازه الأسطوري المتخيل ) ! #عاجل
كتب حلمي الاسمر
سؤال المرحلة..
1. ترامب و'الإنجاز الأسطوري'
ترامب ـ بطبيعته الشعبوية والنرجسية ـ لا يحتمل أن يُسجّل التاريخ أن إنجازه الذي تغنّى به العالم انهار بعد أشهر من عودته للبيت الأبيض.
هو لا يرى 'وقف الحرب في غزة' مجرد اتفاق سياسي، بل أسطورة في سيرته الذاتية، دليل على عبقريته الخارقة وقدرته على 'حلّ نزاع عمره 3000 عام' كما يحب أن يردد.
لهذا سيقاتل سياسياً وإعلامياً للحفاظ على هذا الإنجاز حيّاً، حتى لو كان هشاً في الواقع.
فترامب لا يهمه استقرار الشرق الأوسط بقدر ما يهمه أن يبدو هو صانع الاستقرار.
2. الضغط على إسرائيل – ممكن بل محتمل
نعم، ترامب يمكن أن يضغط على إسرائيل بشدة، ولكن بطريقته الخاصة:
سيبتزّ نتنياهو بالمعونات العسكرية والسياسية.
سيلمح بتقليص الدعم في حال استمرار الحرب التي تُحرجه أمام الرأي العام الأمريكي.
وقد يستعمل ورقة 'العزلة الدولية” لإقناع إسرائيل بأن استمرار القتال سيحرق صورتها أكثر مما سيحرق غزة.
لكنه لن يفعل ذلك حباً في الفلسطينيين، بل حفاظاً على مجده الشخصي؛ فكل طلقة تُطلق بعد 'اتفاقه التاريخي' تعني صفعة لصورته كرجل سلام خارق.
3. هل يستطيع جيش إسرائيل خوض حرب جديدة؟
عملياً، لا.
الجيش الإسرائيلي منهك:
أكثر من عام من القتال في بيئة حضرية معقدة دون تحقيق أهداف استراتيجية.
تآكل المعنويات، وتزايد حالات التمرّد والاكتئاب والانتحار بين الجنود.
أزمة في التجنيد والاحتياط بعد فضائح ميدانية وخسائر فادحة.
الجيش اليوم يشبه جسداً ضخماً مصاباً بإرهاق عصبي، أيّ أمر بالعودة للقتال في غزة سيكون مغامرة قد تنتهي بانتكاسة جديدة.
4. الواقع الداخلي الإسرائيلي
هنا العقدة الحقيقية:
الانقسام السياسي وصل إلى مستويات ما قبل الحرب الأهلية.
خصوم نتنياهو يرونه المسؤول عن أكبر فشل أمني في تاريخ الدولة العبرية.
الجمهور الإسرائيلي يعيش حالة فقدان الثقة بالقيادة والجيش معاً.
التظاهرات لم تتوقف، والخلافات حول التحقيق في الحرب السابقة تهدد بانفجار سياسي قريب.
في مثل هذا المناخ، لا يمكن لأيّ حكومة إسرائيلية أن تفتح حرباً جديدة إلا إذا أرادت الانتحار السياسي.
5. النتيجة المحتملة
ترامب سيحاول بكل قوته تجميد الوضع عند حدود وقف النار.
سيقدم ذلك على أنه 'سلام ترامب الثاني'، وسيسوّقه في حملاته الانتخابية والعالمية.
أما إسرائيل فستغلي داخلياً، عاجزة عن الحرب وعن السلام في آن واحد.
وهنا المفارقة: 'ترامب صنع سلاماً لا يريده أحد، وإسرائيل دخلت حرباً لا تستطيع الخروج منها ولا العودة إليها.'