اكتشاف أكبر شبكة عنكبوت بالعالم في أوروبا (صور)

اكتشف العلماء 'مدينة عنكبوتية' ضخمة تحت الأرض في كهف مظلم تمامًا في جنوب أوروبا؛ ما أثار دهشتهم بحجمها وتعقيدها البيئي.

ووفقًا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة Subterranean Biology، عثر الباحثون على أكبر شبكة عنكبوت معروفة في العالم وهي بنية مترابطة تمتد على مساحة 106 أمتار مربعة على جدار ممر ضيق قرب مدخل الكهف.

وتُوصف هذه الشبكة الهائلة بأنها 'ميغالوبوليس عنكبوتية'، إذ تتكوّن من آلاف الشِباك الفردية ذات الشكل القُمعي، نسجها معًا نوعان من العناكب: Tegenaria domestica المعروفة باسم عنكبوت البيت المنزلي أو ناسج القُمع المنزلي، وبرينيجون. والمثير للاهتمام أن هذين النوعين يعيشان في انسجام داخل الكهف، رغم أن عنكبوت البيت المنزلي يُفترض عادةً أن يفترس النوع الآخر.

وقال إشتفان أوراك، الأستاذ المشارك في جامعة سابيينتيا المجرية في ترانسلفانيا ورئيس فريق البحث، إن الاكتشاف كان تجربة عاطفية عميقة. وأضاف في حديثه إلى موقع 'لايف ساينس': 'لا يزال العالم الطبيعي يحمل لنا مفاجآت لا تُحصى. لو حاولت وصف ما شعرت به لحظة رؤيتي للشبكة، لقلت إنها مزيج من الإعجاب والاحترام والامتنان.'

ويعتقد العلماء أن التعاون غير المألوف بين نوعي العناكب قد يرتبط بالظلام الدامس داخل الكهف، إذ إن غياب الضوء ربما يؤدي إلى ضعف الرؤية لدى العناكب؛ ما يقلل السلوك العدواني ويغيّر العلاقة المفترسة بينهما.

وتتشارك العناكب في سلسلة غذائية فريدة داخل هذا النظام البيئي المعزول. فكلا النوعين يتغذى على ذباب صغير غير لاذع، يتغذى بدوره على أغشية بيضاء ميكروبية تنتجها بكتيريا مؤكسدة للكبريت.

وكشفت تحاليل محتوى أمعاء العناكب أن نظامها الغذائي الغني بالكبريت يجعل تنوع الميكروبات في أجسامها أقل بكثير مقارنة بالعناكب من النوع ذاته التي تعيش خارج الكهف.

ويمثل كهف الكبريت مختبرًا طبيعيًّا لا يقدر بثمن للعلماء، إذ يوفّر فرصة نادرة لدراسة التكيّف والتعايش وحدود الحياة في البيئات القاسية.