"شرف الأمة" احتفاء بنساء غزة وصمودهن بوجه الحرب الطاحنة

عمان- بمناسبة يوم المرأة العالمي، نظم منتدى الرواد الكبار لقاء بعنوان غزة 'شرف الأمة'، ركز فيه على دور المرأة الغزاوية، في هذه الحرب، ومدى معاناتها وصمودها في هذه الحرب الطاحنة.

وقالت رئيسة جمعية الأسرة البيضاء هيفاء البشير في كلمتها الترحيبية: 'ارتأينا أن يكون الاحتفال بالمرأة الغزية تلك الخنساء الصابرة التي أرضعت أطفالها حليب الإباء وربتهم على الحق، آزرت زوجها ووقفت معه في السراء والضراء'.

واضافت، 'تحملت ترملها صابرة محتسبة وودعت الشهداء من أولادها حزينة مكلومة ثم عاشت مع ما تبقى لها من أولاد في خيمة تلهو بها الرياح، ويجلدها المطر متحملة الجوع رافضة الذل، والتنازل عن شبر من أرضها إنهن نساء غزة اللواتي ضربن أروع الأمثلة في صبرهن وصمودهن والدفاع عن الأرض كل ذلك لإعلاء كلمة الله ورفع راية الحق، ليكن نموذجاً للمرأة صانعة الحياة'.

وتابعت: 'نحتفي بيوم المرأة أي نحتفي بالإنسانية إذ لا يخف على أحد مدى تأثير المرأة في هذه الحياة أما وزوجة حاملة الهم الإنساني وقضيتها وحقها في العيش في وطن آمن'.

من جانبها تحدثت رجاء السقا، أنها كانت في زيارة لوالدتها المريضة، فقد نزلت في حي الرمال في غزة، ثم طلب الجيش الإسرائيلي الخروج وإخلاء المنزل، وتقول: 'إن إحدى النساء استشهدت بالقصف ودفنت في الليل تحت شجرة في بيتها'، مشيرة إلى أنه جاء قريب لها واصطحبها إلى خان يونس، حيث جلست في بيت مع النازحين الذين بلغ عددهم حوالي خمسين شخصاً، وكانت المعاناة في العيش واستخدام المرافق، أما عن القصف فكان مرعباً يفوق كل وصف وسط شح الماء والطعام والبيوت المهدمة، والجثث المتناثرة، كان الموت والرعب يخيمان على كل مكان'.

وأضافت السقا التي تحمل جنسية كولومبية، قمت بالاتصال مع السفارة الأردنية وجاءوا لإخراجي وقد قضيت خمسة وعشرين يوماً وقد حاولت عبور المعبر ثلاث مرات دون أن أتمكن من ذلك، وسط مخاطرة كبيرة ووابل من القصف العنيف، وفي المرة الرابعة اتصل بي موظف من الخارجية الأردنية عند الساعة الواحدة والنصف فجراً كي أذهب للمعبر وأكون هناك عند السابعة والنصف صباحاً، وبعد عبور المعبر المصري، وجدنا أعضاء السفارة الأردنية في انتظارنا مرحبين وعدنا إلى الأردن.

وعما شاهدته خلال مدة '25' يوماً قالت: 'لا يمكن لعقل إنساني تصور أو تحمل ما رأيته من قتل للنساء والأطفال وتهديم البيوت، فمثلاً عائلة شعبان استشهد منهم ثلاثون شخصاً، وقد تم هدم 70 % من الوحدات السكنية، إضافة إلى التشريد والجوع'.

وقالت غادة طرزي: 'إنها عاشت في الأردن وأنهت المرحلة الدراسية والجامعية بعمان، وقد تزوجت من طبيب فلسطيني وحصلت على لم شمل بغزة وعاشت هناك، وهي تعمل مديرة إدارية في مؤسسة خيرية دولية، وتحدثت عن الحياة بغزة وطبيعة الشعب الطيب وعن كل الاعتداءات على غزة من قبل جيش الاحتلال، ونوهت إلى أن الحرب استهدفت فيها قوات الاحتلال المدنيين وأصبحت المباني السكنية مهددة بالقصف كاملة على سكان غزة'.

وأشارت إلى أن هذه الحرب لم يشهد لها مثيل بحجم العنف والدمار وقد طلب جيش الاحتلال من سكان المنطقة الشمالية والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون و250 ألف نسمة، أن يتركوا منازلهم ويتوجهوا إلى المنطقة الجنوبية الآمنة ظناً منهم أنهم سيجدون الأمان ولكن كانت الآلة الحربية لهم بالمرصاد.

وأوضحت، الكل يعاني في الحرب، ولكن الأغلب هم الأطفال والنساء خاصة الحوامل والمرضعات، ويحاولن بكل الطرق الاقتصادية توفير الطعام المفيد والكافي لسد جوع عائلاتهن، وهناك اللواتي يقبع أزواجهن في المعتقلات، لقد تزامنت هذه المعاناة مع دخول فصل الشتاء أول شهر من الحرب، وأصيب العديد من الأطفال بالأمراض بسبب قلة الطعام والماء والحليب.

أما بالنسبة لتجربتي الشخصية، 'فقد كانت الطائرات الحربية تقصف عددا من المباني المجاورة لمنطقة سكنية في الرمال منقطة النصر، ومنذ الأسبوع الأول نفدت المواد الغذائية من المحلات المجاورة وقطعت الكهرباء والماء، وقصفت مراكز الإيواء والمدارس والجامعات والمستشفيات، وانقطع الوقود وضربت البنية التحتية'.

تابعت، وقد استهدفت الأشجار المثمرة والمناطق الزراعية بالفسفور الأبيض، وانقطعت الأدوية وتلوث مياه الشرب بالمياه العادمة، واضطر الناس للاستحمام بالبحر خوفا من الإصابة بالجرب، وقد تم قتل العديد من العائلات وشطبت من السجل المدني كاملة. إن ما يجري في غزة من حرب ضارية وعنف يفوق الخيال.