اخبار الاردن
موقع كل يوم -الوقائع الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٨ أيار ٢٠٢٥
الوقائع الإخبارية: جمعت أمسية تكريمية ثقافية، نظمها بيت الشعر العربي التابع لرابطة الكتاب الأردنيين، مساء أمس السبت في مقر الرابطة بعمان، عضوي الرابطة الشاعر الكبير حيدر محمود والناقد الدكتور زياد الزعبي، في حوارية تعانق فيها الشعر وحديث الذكريات.
وفي الأمسية التي حضرها عدد كبير من الشعراء والمثقفين والمهتمين، استهل الشاعر محمود مشاركته بمقولته 'الأردنيون النشامى مهجة رقت ولكن في الوغى استبسالها'.
واستذكر علاقته بالناقد الزعبي والتي تعود الى عام 1982 حينما قدم له دراسته المعمقة عن شاعر الاردن 'عرار'، والتي نال عليها درجة الماجستير في الآداب، منوها بأن أهمية تلك الدراسة تتجلى بكونها مختلفة عن سابقاتها من دراسات تتعلق بـ'عرار' واحتوت قصائد جديدة لم تكن منشورة بعد.
وأشار إلى أنه كان حينها مديرا عاما لدائرة الثقافة والفنون التي تبنت مخرجات الدراسة وقامت بنشرها على أوسع نطاق، مؤكدا أن 'عرار' هو شاعر الأردن ولن يحل مكانه أحد.
الشاعر محمود الذي استفاض في حديث الذكريات مستعيدا 'نوستالجيا' الحالة الثقافية في سابق الأيام وأمسيات شعرية جمعته مع الشاعرين الراحلين عبد الرحيم عمر والدكتور خالد محادين، وقصائد من دواوينه السابقة، لفت الى انه رغم انحيازه لتعدد المنابر الثقافية، إلا أن الهيئات الثقافية التي تكاثرت الآن بحاجة الى تدقيق.
واستهل الشاعر محمود قراءاته الشعرية بقصيدة وجدانية من شعر التفعيلة بعنوان 'الجائزة' ومطلعها 'جائزة الشاعر أن يرضى عنه الشعر...' ليتبعها بقصيدة عاطفية تحاكي نوع من الغناء الأندلسي القديم بعنوان 'سيرانادا' من ديوان سابق له حمل عنوان 'اعتذاري عن خلل فني طارئ' .
وختم مشاركته الشعرية في الأمسية التكريمية التي شهدت تفاعلا كبيرا وحضورا إعلاميا، بقصيدة وجدانية محملة بترميز عال من صدى أرواح شعراء الصعاليك بعنوان 'النشرة بالتفصيل' التي قدم لها ببيت للشاعر الجاهلي الشنفرى.
وكان الناقد الزعبي سبق الشاعر محمود في مشاركته بالأمسية مستهلا بقوله 'سأتجاوز في هذه الأمسية عن الحكاية النقدية في شعر حيدر محمود الى الحكاية السيرية'، مستذكرا بداية علاقته الشخصية بالشاعر محمود.
ونوه بموضوعية الشاعر محمود في مواجهة النقد العلمي الموضوعي الرصين.
وقال إن أهم ما قدمه الشاعر محمود هو قدرته المدهشة على أن يأخذ لغة الناس ويعيدها اليهم بصورة فنية رائعة، وكذلك قدرته على 'موسقة' اللغة التي تحمل أبعادا وطنية رصينة وجميلة، مشيدا بعناصر مفرداته التي جعلته حاضرا دوما في المشهد الثقافي والسياسي والشعبي.
وكان نائب رئيس الرابطة الباحث الدكتور رياض ياسين، قال خلال تقديمه للامسية التكريمية للأديبين الشاعر محمود والناقد الزعبي، 'نكتب لنُحاكي الجمال الكامن في أعماقنا، ذاك الجمال الذي لا يُرى بالعين، بل يُلمَس بالروح. إنّه ليس لونًا ولا شكلًا، بل همسة خفيّة تسكن القلب، وتتجلّى حين نمسك القلم، فالكتابة ليست سوى مرآة للروح، تُظهِر ملامحها الدفينة، وتُطلق صوتها الحرّ من عقال الصمت'.
وأضاف' نكتبُ لأنّ في داخلنا ضوءًا يتوق للانسكاب، ولأنّ الكلمات تملك قدرة سحرية على بعث الجمال من رحم الألم، وعلى تحويل الحزن إلى نشيد، والفرح إلى نثرٍ مُضيء'.
ونوه بأن هذه الامسية التكريمية لبيت الشعر العربي في الرابطة تشهد حضور عملاقين وفارسين في الادب يتصدران المشهد ورمزين يستحضر كلٌّ منهما ذاكرة وطن، وتجربة أمة، وحسًّا إبداعيًّا لا يعرف المهادنة.
وقال إن الرابطة شقت طريقها كمنبر حرّ، ينشد التوازن بين الجمال والمعرفة، بين الإبداع كنبض روحي، والفكر كأداة إدراك، وكانت وما تزال فضاءً يتجلى فيه المعنى، ويتشكل فيه الضمير الجمعي للمثقفين في الأردن، أولئك الذين يدركون أن حرية التعبير ليست شعارًا، بل امتحانًا دائمًا للروح، وأن الدفاع عن قضايا الكُتّاب هو في جوهره دفاع عن إنسانية الإنسان.
أما أمين بيت الشعر الشاعر لؤي أحمد، فقال في مشاركة له بالأمسية إن الشاعر حيدر محمود يعد ذاكرة الشعر الوطنية، مشيرا الى ما قدمه من قصائد تغنت في الاردن ورموزه وقيادته الهاشمية، ونهلت من مفردات ومكنونات بيئته الشعبية، كما تغنت بفلسطين وقضيتها .
وفي ختام الأمسية كرم الدكتور ياسين الشاعر محمود والناقد الزعبي بقلادتي الرابطة التكريميتين وشهادتي تقدير من بيت الشعر، فيما سلم الشاعر احمد شهادة تقدير للدكتور ياسين على تقديمه وإدارته للأمسية.