مصاهرة ـ قصص قصيرة جدا

رم - حسين جداونه

مصاهرة

استدعاني الحنش إلى ورشته..

ظننت أنّه سيعزّيني بوفاة والدي، فذهبت إليه مهرولا. أخبرني بأنّني المثقف الوحيد في الحيّ، وأنّه اختارني للزواج من شقيقته. قلت له: ولكنّني متزوّج، وشقيقته أكبر منّي! أجابني: بأنّه متزوج أيضًا، وسيتزوج أمّي وهي أكبر منه! ثرت بوجهه حانقًا..

قبيل منتصف الليل، وفي أثناء عودتي إلى منزلي نجوت بأعجوبة من رصاصة، يبدو أنّها طائشة...

***

تخمين

سمع سكان العمارة صوت أطلاق ناريّة..

تجمّعوا في ساحة العمارة. قال أحدهم: إنّه من وراء التلة.. قال آخر: إنّه من أسفل الوادي.. فيما رأى آخر أنّه من سيارة مسرعة..

في أعلى العمارة، جثتان لرجل وامرأة، وإلى جانبيهما سلاح ناري...

يقين

غاب فجأة..

ترك هاتفه ونظارته وملابسه وعطره وسيّارته وكتبه وصوره وأحذيته.. لم يأخذ معه شيئًا..

لكنّها ظلت تخبرهم بأنّها على يقين، من أنّه سيعود فجأة، كما غاب فجأة..

رصاصة طائشة كان لها رأي آخر...

سيّال

صبّ الماء على الصفاة..

تتبع سير خط الماء النازل، حدّد مكان الدفينة، حفر بأناة ولهفة..

رصاصة صديقة اخترقت ظهره...

معلّقة

نشر امرؤ القيس معلقته على جدار صفحته..

كلّ النساء اللواتي تغزّل بهنّ أسرعن إلى مشاركتها..

أهدرت جميع القبائل دمه...

مهر

كدّ على والدها الجاهة تلو الجاهة..

أخبره بأنّها لن تكون له أو لغيره..

رصاصة طائشة أشعلت الزغاريد في البلدة...

شكر

في الصباح،

اكتشف تلاعبًا في السجلات الماليّة للشركة..

في المساء،

داعبت قلبه رصاصة طائشة...

مباغتة

جلس في حديقة المنزل يتمتّع بدفء أوّل أيّام الربيع..

أغمض عينيه، توجّه نحو الشمس مباشرة، خطّط لمفاجأتها بحفل يبهرها، ويبهر كلّ صديقاتها..

خيط دافئ سال من عنقه ثمّ تغلغل بين كتفيه، قطع حبل أحلامه...

برّ

قبيل وفاته، وصّانا بعدم التنازل عن حقوقنا..

افترقنا، مضيت في طريق، ومضى أخي في طريق، ثمّ تقابلنا على طاولة واحدة..

وضع كلّ منّا أمامه رصاصة طائشة...

قمر

ساد الظلام أرجاء المعمورة..

عندما بزغ نوره، صوّبوا نحوه عيونهم..

ضغينة متوحشة أهرقت دمه...

كاتب أردني