اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
كتب : د. مهند مبيضين - جرى أمس الاجتماع الأول للجان المتخصصة لمشروع السردية الوطنية. في المكتبة الوطنية، وبحضور وزير الثقافة الأستاذ مصطفى الرواشدة وأمين عام الوزارة، والعرض للمشروع كان من قبل الباشا يوسف السكارنة الذي أكد أن الغاية منه تقديم رواية أردنية للأجيال الراهنة والقادمة. وأن الأردن يستحق منّا جميعاً أن نؤسس لحالة وعي وطني، وإدراك بالمسارات الحضارية الوطنية.
لا يعوز الأردنيين أن نذكرهم اليوم بما كان عليه زمانهم المُشع في الحضارات القديمة، ولا بطولات القادة والأفراد، ولا صراعات المجموعات البشرية. لكن الهدف إعادة الوعي بالماضي وتحفيز الانتماء للأرض الأردنية، وإحياء التاريخ الحافز.
الوطن الأردني حالة متحركة في التاريخ والحضور الأردني الإنساني جلي ٌمنذ أقدم الأزمنة، واليوم ما تسعى إليه الدول هو تقديم روايتها للأجيال، وفي مسعى الجهد الذي قُدم عن مسار العمل على الرواية الأردنية. ظهرَ للحضور أن هناك مخرجات كبيرة للعمل الذي تسعى اللجنة للوصول إليه. عبر عمل لجان علمية متخصصة من مختلف المؤسسات العلمية الأردنية. وهي لجان مفتوحة وقابلة للإضافة والانفتاح على كل المعارف العامة والتخصصات.
اليوم في ظلّ أزمنه الصراع الحضاري كما قال معالي وزير الثقافة. هناك صراع سرديات بين الدول، وبين المشاريع الدولية التي تهدف إلى ممارسة النفوذ الحضاري وكسب معركة البقاء. وما هو أبعد من ذلك من إلغاء التاريخ واستحضار روايات مزعومة.
لماذا السرد ولماذا الرواية؟ كما قال أستاذنا معالي مصطفى الرواشده، لأن التاريخ ليس سياسة وليس توثيقاً وحسب، ولا لأن هناك شُحاً في الكتابة، بل لأن ما كتُب وما أعدّه الباحثون سيقدم بشكل متناسق، ولأن هناك فجوات تاريخية، ولأن هناك موضوعات تتجاوز التوثيق والتاريخ وتثبيت الزمن، هناك مفردات ومحاور متعلقة بالحياة الأردنية والمرض واللباس والوعي والجند والعلم والمؤسسات والفن والحياة اليومية، وكل ذلك في محاولة لربط الماضي بالحاضر والدفع بعجلة الوعي الأردني نحو ما أنجزه الإنسان على الأرض الأردنية عبر الزمن. لذلك، سيحمل العمل عنوان: الأردن: الأرض والإنسان.
الأرض في أزمنة بعيدة، والأرض في زمن الأمة، وزمن الشورى، وزمن الدولة، لكنها ليست عملاً تاريخياً توثيقياً وحسب، إنها رؤى وأفكار ووعي جديد وادراك من الأردنيين بأن هناك ما أصابهم وما تعرضوا له من استهداف وتشويه لتاريخهم أو محاولة طمس هويتهم الحضارية او الصعود على تاريخهم من قبل طارئين أو لصوص الذاكرة.