اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ٢٣ أيلول ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
أعلنّت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الموافقة على استخدام نسخة من دواء 'ليوكوفورين'، الذي تنتجه شركة GlaxoSmithKline (GSK)، لعلاج بعض أعراض التوحد.
وجاء ذلك قبل خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي حذر فيه النساء الحوامل من تناول دواء الباراسيتامول، معتبرا أنه قد يكون مرتبطا بزيادة خطر الإصابة بالتوحد. ونشرت الإدارة إشعارها في السجل الفيدرالي.
وتستند الموافقة إلى دراسة على 40 مريضا يعانون من اضطراب أيضي نادر يعرف بنقص حمض الفوليك في الدماغ، قد تظهر أعراضه مشابهة لأعراض التوحد، مثل صعوبات الكلام وبعض المشكلات العصبية.
وتوقفت GSK عن إنتاج وتسويق الدواء في عام 1997، لكنها لا تزال تحتفظ بطلب ترخيص الدواء الجديد، ما يجعلها مسؤولة عن تقديم طلبات إضافة استخدامات جديدة. وأعلنت الشركة أنها ستقدّم طلبا لتحديث ملصق الدواء ليشمل الاستخدام لعلاج نقص الفولات في الدماغ، بناء على طلب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
'لليوكوفورين'، المعروف أيضا باسم حمض الفولينيك، هو شكل من أشكال حمض الفوليك، أحد فيتامينات B الأساسية (B9). يُستخدم عادة في علاج السرطان لتعزيز فعالية أدوية العلاج الكيميائي، وتقليل الآثار السامة لبعض الأدوية مثل 'ميثوتريكسيت'، كما يمكن استخدامه في علاج أمراض مناعية مثل الصدفية.
ويُعطى الدواء عن طريق الفم أو الحقن الوريدي، ويتم إنتاجه من قبل أكثر من ست شركات وفقا لموقع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
أهمية حمض الفوليك
حمض الفوليك ضروري لنمو الخلايا وتقسيمها، ودعم الجهاز المناعي، وإنتاج خلايا الدم الحمراء الصحية. وفي الأجنة، يرتبط نقصه بعيوب الأنبوب العصبي، لذا توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها النساء القادرات على الحمل بتناول 400 ميكروغرام يوميا قبل الحمل وخلال الأشهر الأولى منه.
وتشير بعض الدراسات إلى احتمال ارتباط انخفاض مستويات الفولات في بداية الحمل بزيادة خطر الإصابة بالتوحد لدى الأطفال، رغم أن النتائج ليست حاسمة.
استخدام 'ليوكوفورين' لعلاج التوحد
بدأ الأطباء أحيانا وصف 'ليوكوفورين' خارج نطاق الاستخدام المعتمد لعلاج صعوبات الكلام والمهارات الاجتماعية لدى الأطفال المصابين بالتوحد. وتشير الدراسات إلى أن ما يصل إلى ثلاثة أرباع هؤلاء الأطفال لديهم اختلافات جينية أو اضطرابات مناعية تعيق امتصاص الفولات في الدماغ.
ورغم النتائج الواعدة، تؤكد مؤسسة علوم التوحد أن الدراسات لا تزال في مراحلها الأولى، وأن البيانات الحالية تأتي من أربع دراسات عشوائية صغيرة، وقد تعتمد إحدى النتائج على متغير جيني محدد.
وقال الدكتور ديفيد مانديل، أستاذ الطب النفسي وخبير التوحد: 'قد يكون 'ليوكوفورين' علاجا محتملا لبعض الأطفال المصابين بالتوحد، لكن الأدلة المؤيدة له ضعيفة للغاية'.
الدراسات الحديثة
2021: استعراض 21 دراسة أظهر تحسنا عاما في أعراض التوحد لدى الأطفال الذين تناولوا 'ليوكوفورين'، مع الحاجة لمزيد من الدراسات.
2024: دراسة صغيرة شملت 80 طفلا، تناول نصفهم 50 ملغ يوميا من حمض الفولينيك، وأظهر الأطفال تحسنا ملحوظا مقارنة بالمجموعة الضابطة.
2025: دراسة على أطفال صينيين أظهرت تحسنا في المهارات الاجتماعية لدى المجموعة التي تناولت حمض الفولينيك.
ورغم هذه النتائج، لا تزال الدراسات غير كافية لتغيير الممارسات الطبية، ويجب إجراء المزيد من التجارب واسعة النطاق قبل إصدار توصيات رسمية.
الآثار الجانبية
مثل جميع الأدوية، قد يسبب 'ليوكوفورين' ردود فعل تحسسية شديدة ونوبات وصرع وغثيان وقيء.
المصدر: ميديكال إكسبريس + رويترز