اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٦ أب ٢٠٢٥
إسرائيل الكبرى: حلم الطغيان أم كابوس الإنسانية؟ #عاجل
كتب - كابتن اسامه شقمان
هذا الطرح ليس مجرد فكرة جغرافية، بل استعراض للقوة على حساب البشر. إنه الوجه القاسي للاستعمار الحديث: الأرض ملك لمن يمتلك السلاح والسلطة، والحقوق الإنسانية قابلة للطمس.
هل يمكن لحلم توسعي أن يبرر التهجير، القهر، وإلغاء وجود شعوب كاملة؟
نتنياهو، الذي يقود حكومته وسط اتهامات فساد مستمرة، يتحدث عن عظمه دولة تتجاوز حدودها، وكأن الألم والمعاناة البشرية مجرد ثمن يمكن دفعه لتحقيق أحلام شخصية. هذه الرؤية تجعل القوة غاية، والعدالة مجرد خيار ثانوي، وتضع مصير شعوب بأكملها في يد رجل يفتقد إلى أي ضابط أخلاقي أو قانوني يردعه.
إن 'إسرائيل الكبرى' ليست مجرد مشروع، بل إنذار عالمي: تجربة حية تكشف العلاقة بين الرغبة الفردية والضمير الجماعي، بين القوة والحق. إنها رسالة واضحة: أن الطموح الفردي، إذا لم يقيده القانون والإنسانية، يصبح كابوسًا حقيقيًا على الأرض والإنسان.
السؤال الكبير ليس عن حدود الدولة، بل عن حدود ضميرنا كبشر: هل نسمح لشخص يعاني هوس العظمة أن يمحو الحقيقة ويعيد كتابة التاريخ باسم القوة؟ هل نصمت أمام مشروع قد يدمر حياة الملايين ويقوض القيم الإنسانية؟
'إسرائيل الكبرى' ليست حلمًا، إنها صرخة تحذير لكل من يظن أن القوة تبرر القهر، وأن الطموح يعلو فوق الحق والعدالة. الإنسانية اليوم مطالبة بالوقوف أمام هذا الطغيان، وإلا أصبح العالم شاهداً على كارثة أخلاقية وسياسية لا يُمحى أثرها.