اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
ماذا يجري من مخططات للمنطقة؟ طبخة أمريكية ومندوبين ساميين وتوسيع قادم للتطبيع واتفاقات أبراهام #عاجل
كتب د. محمد أبو بكر -
المخططات الأمريكية في المنطقة لا تتوقف عند حدود قطاع غزة ، هي مجرد مدخل نحو تحقيق العديد من الأهداف التي رسمتها إدارة ترامب وترغب بتحقيقها قبل نهاية حكم الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض ، والذي ينظر إليه قادة الاحتلال بأنه من أكثر الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة دعما للكيان الصهيوني .
مخططات تطبخ ليلا ونهارا ، والرئيس يحيط نفسه بعدد كبير من أصدقائه المقاولين ، الذين باتوا كمندوبين ساميين في عدد من دول المنطقة ، يرسمون ويضعون خطوطا عريضة لما سيكون عليه الحال مستقبلا ، والإدارة الأمريكية باتت تتصرف وكأن منطقتنا جزء من الأراضي الأمريكية، وبما يشبه اراضي ماوراء البحار .
توم براك ، ملياردير العقارات والصديق المقرب من ترامب بات متخصصا في الشأنين السوري واللبناني ، لابل واصبحت علاقته مع الإدارة السورية أقرب إلى التحالف ، وهو يرى بأن العلاقة السورية مع كيان الاحتلال أصبحت قريبة جدا ليس فقط باتجاه توقيع معاهدة أمنية، بل أبعد من ذلك ، حيث يعمل براك باتجاه تطبيع كامل بين دمشق وتل أبيب .
براك منغمس تماما في الموضوع اللبناني ، والتهديدات المبطنة من قبله تجاه الدولة اللبنانية واضحة تماما ، فالأولوية هي لنزع سلاح حزب الله ، ويؤكد هو وبعض أركان إدارته بأن الدولة اللبنانية إن لم تقم بذلك ، فإن جيش الاحتلال سيتكفل بهذا الأمر ، وهو يرى بأن الفرصة ستكون سانحة تماما لتطبيع العلاقات بين بيروت وتل أبيب بعد طي صفحة الحزب .
براك يعمل كمندوب سام وليس مجرد مبعوث للرئيس ترامب ، فالرجل صاحب نفوذ ويملك المليارات من الدولارات ، وعينه على إعادة الإعمار في كل من غزة وسوريا ، وبات الرجل رقما صعبا في المنطقة ، حيث يقود جهودا تصب في غالبيتها في خدمة أهداف الكيان ، حيث تعمل إدارة ترامب في القضاء على كل أشكال المقاومة مهما كانت أهدافها ومراميها.
في الجهة المقابلة تنشط الإدارة الأمريكية باتجاه دول أخرى في المنطقة من خلال تقديم كل وسائل الأمن والحماية لها ، مقابل الدخول في إتفاقات أبراهام والتطبيع الكامل مع الكيان ، ويقود ذلك المبعوث الامريكي وصهر ترامب جاريد كوشنر الذي يستعين بشخصية أكثر خبرة وهو ستيف ويتكوف الصهيوني المتطرف .
الطبخة الأمريكية تجري بسلاسة وهدوء ، أمام أعين كل العرب ، الذين يراقبون ما يحدث على ساحتنا ، دون أن يكون لهم لا حول ولا قوة ولا حتى اعتراض ، فالخطة الأمريكية جاهزة للتنفيذ إن لم تحدث مفاجآت تعمل على إفشالها ، وهو ما نعتقد بأنه من باب التمنيات ليس إلا .
نحن أمام عالم منافق ، لا يأبه إلا لمصالحه فقط ، حتى لو تم تحقيق هذه المصالح على دماء الآلاف من شهداء غزة ، عالم يزداد نفاقا وتدليسا وكذبا وهو يذرف دموع التماسيح على بضع جثث لصهاينة في القطاع ، في حين يغض الطرف عن أكثر من عشرة آلاف جثة شهيد مازالت تحت أنقاض غزة ، والتي ستحتاج لأكثر من عشر سنوات للتخلص من الذخائر التي يمكن أن تنفجر في أي لحظة ، في الوقت الذي لا نستبعد فيه إنفجارات من نوع آخر قد تأخذ في طريقها الأخضر واليابس .












































