اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة رم للأنباء
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
رم - بلال حسن التل
بين يدي جماعة عمان لحوارات المستقبل حجماً من الفتوى الشرعية والأراء الفقهية ما يجعلها أشد تمسكاً بالمشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية وتحقيق أهدافه. ومن هذه الفتوى قرار مجلس الإفتاء والبحوث الإسلامية رفم١/٢٠١٣ في الأردن، والذي أكد فيه أن تعلم اللغة العربية وتعليمها والدفاع عنها فرض، وهذا الحكم ينسحب على تقديم الدعم المادي والمعنوي اللازم للدفاع عن اللغة العربية. وكان سماحة المفتي العام الاسبق للمملكة سماحة الدكتور الشيخ عبد الكريم الخصاونة قد أشاد في وقت سابق بالمشروع، ودعا سماحته في بيان نشرته الصحف 'الجميع أفراداً ومؤسساتٍ إلى دعم المشروع والتعاون معه،
واضاف سماحته :' إن الدفاع عن اللغة العربية هو دفاع عن لغة القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، والفقه الإسلامي'.
مختتما بيانه بالقول (إن في الدفاع عن اللغة العربية وحفظها حفظاً لتراث الأمة الفقهي، وكنوز أحكامها الشرعية، كما أنه دفاع عن الحضارة العربية الإسلامية وتاريخها وإسهاماتها في الحضارة الإنسانية'.
وقد جاء قرار مجلس الإفتاء والبحوث الإسلامية، ودعوة المفتي العام الأسبق للمملكة الأردنية الهاشمية منسجمين مع سياق إجماع علماء الأمة وفقهائها على فريضة تعلم اللغة العربية والدفاع عنها على كل مسلم ومسلمة،وقبل ذلك كله مع ايات القران الكريم ومنها قوله تعالى 'إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون'يوسف،(٢). وقوله تعالى ' إنا جعلناه قرآناً عربيا' وقوله تعالى ' لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين' النحل،(١٠٣).
ومثل القرآن حثت السنة النبوية على تعلم اللغة العربية والدفاع عنها؛ ففي الحديث النبوي ' تعلموا العربية وعلموها للناس فإنها لغة الله عز وجل يوم القيامة'.ولقوله عليه السلام:' أعربوا الكلام كي تعربوا القرآن'، لذلك كان الواحد من الصحابة يقول:'لو أعلم أني إذا سافرت أربعين ليلة أعرب آية من كتاب الله تعالى لفعلت'
لقد حث الأئمة والفقهاء على تعلم اللغة العربية والدفاع عنها من ذلك على سبيل المثال قول الإمام الشافعي: ' على كل مسلم أن يتعلّم من لسان العرب ما بلغَه جُهده حتى يشهد به أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداًُ عبده ورسوله، ويتلو به كتاب الله تعالى، وينطقَ بالذكرِ فيما افترض عليه من التكبير، وأُمِرَ به من التسبيح والتشهد وغير ذلك. وما ازداد من العلمِ باللسان الذي جعله الله لسان من ختم به نبوته، أنزل به آخر كتبه، كان خيراً له'.
وتحدث ابن تيمية رحمه الله عن أدوار اللغة العربية فقال ' إعلم أن اعتياد اللغة العربية يؤثر في العقل والخُلق والدين تأثيراً قوياً بيناً، ويؤثر أيضاً في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخُلُق، واللغة العربية أيضاً من الدين، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ، فإنَّ فَهْمَ الكتابِ والسنة فرض، ولا يُفهمُ إلا بِفَهْمِ اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب، فإن اللسان العربي شعارُ الإسلام وأهله، واللغاتُ من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون'.
وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يحث على إتقان اللغة العربية.. من ذلك ما جاء في كتابه إلى أبي موسى الأشعري قوله:'تفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي' كما طلب عمر بن الخطاب من أبي موسى الأشعري أن ' لا يُقرئ القرآن إلا صاحب عربية'.
وقد جعل أئمة الفقه تعلم اللغة العربية كتعلم السنن النبوية، وفي هذا يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه:' لسان العرب أوسع الألسنة مذهباً، وأكثرها ألفاظاً، والعلم بها عند العرب كالعلم بالسنن عند أهل الفقه'.
كما اجمع العلماء على مر العصور على وجوب تعلم اللغة العربية والدفاع عنها والإنفاق على ذلك . وهو ما أشار إليه الأزهري في مقدمة كتابه النصيحة الواجبة:'أن تعلم العربية التي يتوصل بها إلى عمل ما تجزي به الصلاة من تنزيل وذكر فرض على عامة المسلمين. وإن على الخاصة التي تقوم بكفاية العامة فيما يحتاجون إليه لدينهم الاجتهاد في تعلم لسان العرب ولغاتها التي بها التوصل إلى معرفة ما في الكتاب (القرآن)، ثم السنة والآثار وأقاويل أهل التفسير من الصحابة والتابعين من الألفاظ الغريبة، فإن الجهل بذلك جهل بجملة علم الكتاب الخ'.
هذا جزء يسير من الفتاوي والأراء الفقهية التي تلزم الأمة بتعلم وتعليم اللغة العربية, وتجعل من المشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية ضرورة شرعية وقومية ووطنية.












































