اخبار الاردن
موقع كل يوم -هلا أخبار
نشر بتاريخ: ١٢ أب ٢٠٢٥
هلا أخبار – منذ 14 عاما ومن الساعة السابعة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر ومن يوم الأحد وحتى الخميس وأحيانا يوم السبت، تلتزم الخمسينية 'إيمان الرفاعي' بالعمل التطوعي في مدرسة رفيدة الأسلمية الأساسية المختلطة التابعة لقصبة محافظة اربد، رغبة منها في تقديم خدماتها دون مقابل.
'إيمان أم سديل' وعلى مدار أكثر من عقد من الزمن تخرج من منزلها الساعة السابعة صباحا وتسير لمدة 15 دقيقة حتى تصل إلى المدرسة، تساعد القائمات على خدمة المدرسة بالنظافة والترتيب، وتكون خفيفة ظل لا تتدخل في الأعمال الرسمية، بل تحمل مقعدا وتصلحه وتساعد في توزيع الكتب وترتيب الصفوف وتتأكد من كل شيء ولم تقبل أن تتقدم للعمل في هذا المجال بل اختارت أن تعمل عملا يشعرها بقيمتها في المجتمع.
وخلال لقاء إيمان الرفاعي في اربد وهي تغادر مدرستها التي أصبحت جزءا من حياتها اليومية، وتتلقى الدعم من المعلمات ومديرات المدرسة اللواتي تعاقبن على إدارتها ومن أولياء أمور الطلبة وكوادر مديرية التربية والتعليم، وتقول عن سبب هذا العمل التطوعي المجاني: إن 'بنك الحياة لا يستقبل المال فقط بل يستقبل الأعمال الصالحة التي تجعلني فاعلة ولي قيمة أمام نفسي أولا'.
وأضافت، إن الفكرة بدأت حينما كنت في نهاية الثلاثينات من العمر ولأنني أحب العمل التطوعي رافقت بناتي الأربعة إلى المدرسة، وبدأت بالبداية أساعد في حمل الكتب وتوزيعها مع المعلمات ومربيات الصفوف، ثم تطورت الرغبة ومحبة المدرسة وشاركت ببرنامج بصمة في الإجازة الصيفية وكنت على الدوام جزءا من العمل اليومي وتلقيت أكثر من 15 شهادة شكر من أولياء الأمور فالعلاقة أصبحت وثيقة جدا.
وبينت أنها تبدأ يومها قبل وصول المعلمات في المدرسة، بالمساعدة في أعمال النظافة والترتيب والمشاركة في رفع الاستعداد لطلبة الصف الأول قبل بدء الفصل الدراسي وتجلس مع الطلبة عند نهاية يومهم الدراسي وهم ينتظرون أولياء أمورهم والقيام بنشاطات معهم ومسابقات وألعاب بدل أن ينزعجوا من الانتظار في الحر او البرد.
وأكدت أنها كانت تشعر أن هذا العمل أكثر قيمة عندها من المدفوع الأجر.
وأشارت الى أن العمل التطوعي هو أسمى ما في الوجود بالنسبة إليها، وأنها تتذكر دائما مقولة سمو الأمير الحسين بن عبد الله ولي العهد، إن 'العمل التطوعي لا يصنع مواطنا فاعلا فقط بل يبني مجتمعا متماسكا وهو ركيزة أساسية في الوحدة والتكافل بين المواطنين بمختلف أعمارهم'.
وأوضحت أنها تعرف طلاب المدرسة كلهم وعددهم 1400 طالب في الفترة الصباحية وتعرف أولياء أمورهم موزعين على 30 شعبة، وأنها عملت مع 5 إدارات مختلفة وتعيش مع 63 معلمة وفرن لها كل الدعم.
وتقول إيمان إن 'البلد يستاهل'، مؤكدة أن هذا العمل اليومي ممتع جدا والتطوع به حلاوة ولذة لا يستطيع الحصول عليها إلا الشخص الذي لديه القدرة على البذل والعطاء ويحب الآخرين ويعمل الخير في كل مكان ويعتبر أن كل مكان في هذا الوطن هو بيته ومنزله.
من جهتها، أوضحت مديرة مدرسة رفيدة الأسلمية نانسي طويق، أن إيمان تعد أنموذجا فريدا من نوعه في العمل التطوعي حقيقة وأنها تعمل معها منذ سنوات وهي تقدم الدعم التعليمي في المدرسة عن طريق تقديم الدروس لصف الفرح لطلبة المرحلة وهم الطلبة الذين انهوا دوامهم وينتظرون اخوانهم لنهاية دوامهم في مواد مثل الرياضيات واللغة العربية بالأحرف والأرقام.
وأضافت، إنها تقدم الدعم في المدرسة عبر ورش عمل للمهارات الحياتية، مثل صناعة دواء الحروق والجروح العربي الأحمر ودعم العمل الاداري بجمع تواقيع المعلمات على تعميمات وكتب رسمية، وتشارك في تنظيم احتفالات المناسبات الوطنية والدينية وتقديم الدعم للأنشطة المدرسة مثل مرافقة معلمة النشاط في حصة النشاط لتنظيم مهام النشاط ودعم الانشطة الصيفية خلال العطلة مثل برنامج بصمة وبرنامج رفع الاستعداد.
وأشارت الى أن 'إيمان' تقوم بتقديم فقرات توعوية حول النظافة الشخصية أو التغذية الصحية لطلاب المدرسة المرحلة الدنيا، والمساهمة في حملات فحص النظر أو الأسنان بالتعاون مع جهات صحية والمشاركة بالحالات الطارئة والمساعدة في حلها والإخبار عن أي طارئ أو خطر حول البيئة المدرسية للمحافظة على السلامة العامة للطلبة.
وقالت إنها تساعد في أعمال الصيانة البسيطة للمرافق عبر حصر الأماكن والأدوات والاثاث الذي يحتاج إلى الصيانة وتنظيف الصفوف اذا لزم الامر وتجميع ستائر الصفوف لتنظيفها وزراعة الأشجار والزهور في ساحة المدرسة مع معلمة المهني.
وأكدت أنها تمتلك المهارات الكبيرة في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي عبر الحملات التوعوية حول التربية الإيجابية في اجتماعات أولياء الأمور وتقريب المسافات بين الادارة والمدرسة من جهة وأولياء الأمور من جهة أخرى بالحديث عن تجربتها كولية أمر داعم للمدرسة من أجل مصلحة الطلبة وتقديم الدعم للأمهات الجدد أو الطالبات ذوات الظروف الخاصة وحصر عدد المشاركين من العاملين في الأنشطة والفعاليات وتوفير حاجيات المعلمات الطارئة تحت الطلب لدعم المعلمة نفسيا.
بدوره، قال المستشار المدرسي باللغة الانجليزية في غرب إربد الدكتور رياض بني يونس، إنه يعرف إيمان منذ فترة قصيرة، إلا انه يعرف عنها الكثير الذي يفتخر به كنموذج أردني في العمل التطوعي، مؤكدا أن إيمان تعتبر حالة استثنائية وقد تكون غير مسبوقة في العمل الإنساني والتطوعي في المدارس
من جانبهن، أرسلت أمهات طلبة في المدرسة رسالة إلى إيمان قدمن الشكر لها بقولهن: 'نحن أمهات طلبة رفع الاستعداد في مدرسة رفيدة الأسلمية نتوجه بجزيل الشكر والتقدير لإيمان تقديرا لمشاركتها الفاعلة وجهودها المباركة في البرنامج وكان لحضورك ومساهمتك أثر جميل في نفوس أبنائنا ودليلا على روح التعاون التي نعتز بها بين البيت والمدرسة وشكرا لعطائك وحرصك ودعمك المستمر لأبنائنا وبناتنا ودمت شريكة حقيقية في مسيرة التعليم والتربية'.
يذكر أن الأردن يعمل على مأسسة العمل التطوعي، وقد أطلق الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد جائزة الحسين بن عبد الله الثاني للعمل التطوعي في الخامس من كانون الأول 2021، احتفالا باليوم العالمي للمتطوعين.
وتهدف الجائزة إلى تعزيز ثقافة العمل التطوعي وتحفيز جهود الأفراد والمؤسسات التطوعية وتفعيل المسؤولية المجتمعية لدى المؤسسات وتقدير جهود الأفراد والمؤسسات القائمة على الأعمال التطوعية المتميزة وذات الأثر الإيجابي في عملية التنمية المستدامة.
وجاء أنموذج الجائزة بمحاوره الثلاثة ومعاييره الرئيسية، ليرسخ ثقافة العمل التطوعي المجتمعي من خلال نشر متطلبات التميز الخاصة بتقديم المبادرات التطوعية ومشاريع العمل التطوعي الفردي والجماعي والمؤسسي على حد سواء.
وتشير رؤية الجائزة إلى التميز في العمل التطوعي لخدمة المجتمع الأردني، وتحمل رسالة مفادها التوسع في نشر ثقافة هذا العمل وتمكين الأفراد والمؤسسات من تطبيق معايير التميز في مشاريعهم ومبادراتهم التطوعية وتحفيز وتقدير المتميزين ونشر قصص نجاحهم .
–(بترا)