اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٣ أب ٢٠٢٥
أبو نوار: إسرائيل تخوض حرب معلومات ممنهجة وتزرع بذور حرب لا نهاية لها #عاجل
خاص – قال الخبير العسكري واللواء المتقاعد مأمون أبو نوار إن إسرائيل تستخدم الأسلوب الأمريكي في تنفيذ خطط عملياتها العسكرية، حيث تتضمن هذه الخطط بشكل دقيق فقرات خاصة بـ'حرب المعلومات' و'الحرب النفسية' (PsyOps)، التي تستهدف الإعلام والصحفيين ومحطات التلفزة بشكل مباشر.
وأضاف أبو نوار ل الاردن ٢٤ أن هذه الحرب الإعلامية تهدف إلى طمس الحقائق ومنع وصول الصورة الحقيقية لما يحدث على الأرض، خصوصًا في غزة، مستغلّة قدراتها في سلاح الجو والاستخبارات والسرعة العالية في تنفيذ العمليات.
وأشار إلى أن استهداف الصحفيين الفلسطينيين الستة، الذين استشهدوا خلال الأيام الماضية، لم يكن عبثيًا، بل جاء بسبب دورهم الفاعل في تغطية المجاعة والجرائم الإنسانية والإبادة الجماعية التي يتعرض لها المدنيون، وخصوصًا في المناطق التي يُفترض أنها إنسانية.
وقال أبو نوار إن التقارير الإعلامية والصور القادمة من غزة أثّرت على الرأي العام العالمي، ودفعت العديد من قادة الدول إلى إدانة الهجوم الإسرائيلي، ما وضع إسرائيل في موقف الدولة المارقة والمعزولة دوليًا.
وأكّد أن 'كل دول العالم تقريبًا ترفض توسيع الهجوم على مدينة غزة، خاصة أنه يتعارض مع الجهود السعودية – الفرنسية لإنهاء الحرب وتعزيز حل الدولتين'، لافتًا إلى أن 'الولايات المتحدة لا تزال ثابتة على موقفها المؤيد لإسرائيل، رغم فشل جهود مبعوثها ويتكوف، المعروف بلقب Mr. Fix It، في التوصل لأي صيغة تفاوضية'.
وأضاف أن 'إسرائيل لا تمتلك أي استراتيجية طويلة المدى قابلة للتطبيق في غزة'، مشيرًا إلى التناقض الواضح في التصريحات الإسرائيلية، حيث تعلن عدم رغبتها بالبقاء في غزة أو حكمها، لكنها لا تقدم أي خطة خروج واضحة، وهو ما يعزز القناعة بأن الاحتلال سيتحول إلى ورطة طويلة الأمد.
وقال أبو نوار إن 'إسرائيل لم تحقق أياً من أهداف عدوانها على غزة حتى اللحظة'، موضحًا أن فشلها يشمل:
نزع سلاح حماس.
تحرير الرهائن.
تحقيق السيطرة الأمنية.
أو إقامة إدارة مدنية لا تشمل حماس أو السلطة الفلسطينية.
وأضاف أن 'الاحتلال الإسرائيلي يسيطر الآن على ما يقارب 80% من القطاع، فيما يعيش السكان المتبقون في 20% من المساحة، وهي من بين أعلى المناطق كثافة سكانية في العالم'.
وأوضح أن الهدف من توسيع الهجوم العسكري هو فصل المقاتلين عن المدنيين وإيجاد مناطق خالية لتطويق مدينة غزة، في محاولة لمحاصرة حماس داخل المدينة.
وحذّر من أن 'هذا التوسع يُنذر بكارثة إنسانية متجددة'، خاصة مع نية إسرائيل التوغل نحو مخيمات اللاجئين كمرحلة لاحقة، للوصول إلى نقطة رمزية وهي '7 أكتوبر'، وهو اليوم الذي هاجمت فيه حماس إسرائيل.
وأضاف: 'الوضع الميداني معقّد للغاية، فالمقاتلون يتواجدون وسط المدنيين، وداخل الأنفاق، مما يجعل الحرب أكثر صعوبة'، متوقعًا أن تكون العملية طويلة وبطيئة ومكلفة.
وأشار إلى أن 'الجيش الإسرائيلي سيبدأ بتكثيف القصف، وفرض حصار مشدد، يعقبه اجتياح تدريجي للأحياء المحيطة بمدينة غزة، مع منع حركة المدنيين'، مما سيؤدي إلى نزوح عشرات الآلاف وتدهور الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق.
وأكد أبو نوار أن 'المرحلة المقبلة قد تبدأ قبل حلول أكتوبر، لكن حتى الآن لا توجد خطة معلنة أو جدول زمني واضح'، مشيرًا إلى أن إسرائيل تخوض حربًا مفتوحة بلا نهاية، ستكون كارثية وطويلة الأمد عليها وعلى الفلسطينيين على حد سواء.
وختم اللواء مأمون أبو نوار بالقول:
> 'إن ما تزرعه إسرائيل اليوم هو بذور حرب لا تنتهي، ومع غياب استراتيجية اليوم التالي، فإنها تدفع بنفسها والمنطقة إلى نزاع مستمر لا يملك أحد القدرة على إنهائه. إن الشهداء الصحفيين قد انتصروا في معركتهم الإعلامية، وفضحوا الرواية الزائفة، وستبقى كلمتهم شاهدًا على الحقيقة'.