اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٢ أيار ٢٠٢٥
انطلاق عروض ليالي الفيلم اللبناني في 'شومان' غدا
- تنطلق يوم غد الثلاثاء، في مؤسسة عبد الحميد شومان، فعاليات ليالي الفيلم اللبناني التي تنظمها لجنة السينما في المؤسسة بالتعاون مع نادي لكل الناس في بيروت.
وسيتم خلال الفعاليات، عرض مجموعة من الأفلام اللبنانية المختارة التي تكشف وجوها متعددة للواقع اللبناني في إطار سينمائي بديع، وهي: فيلم ' الرقص على حافة البركان' للمخرج سيريل العريس، والذي سيتم عرضه يوم غد الثلاثاء 13 أيار، والفيلم ' كوستا برافا، لبنان' للمخرجة مونيا عقل وسيعرض يوم الأربعاء 14 أيار، في حين سيعرض يوم الخميس المقبل الفيلم 'تسعون' للمخرج مارون بغدادي، علما بأن جميع الأفلام سيتم عرضها في تمام الساعة السادسة والنصف مساء بقاعة السينما في مقر المؤسسة بجبل عمان.
كما سيتم استضافة رئيس نادي لكل الناس في بيروت، نجا الأشقر، طيلة أيام عروض الأفلام اللبنانية، حيث سيتمكن الجمهور من مناقشة أحداث الأفلام معه عند نهاية كل عرض.
ويعتبر فيلم 'الرقص على حافة البركان' والذي تم إنتاجه في العام 2023، واحدا من أهم الأفلام التسجيلية العربية التي أنتجت في الأعوام الأخيرة، وذلك لجدة موضوعه وغنى وتنوع مادته وحيويته وبراعته الإخراجية.
وبدأ مشروع الفيلم من الرغبة في تصوير انفجار مرفأ بيروت وتوسع ليتطرق إلى الوضع في لبنان بتعقيداته المستمرة منذ سنوات طوال. تصادف هذا المشروع مع البدء في تصوير فيلم لبناني آخر، وهو فيلم روائي طويل. التقى فريق تصوير 'الرقص على حافة البركان' أثناء قيامهم بالتصوير، مع فريق تصوير الفيلم الروائي الذي حمل عنوان 'كوستا برافا'. أدى هذا اللقاء إلى تغيير خطة تصوير الفيلم من فيلم يكتفي بمشاهد انفجار المرفأ وتداعياته، ودمجه بتصوير مقابلات مع فريق فيلم 'كوستا برافا' وتصوير مشاهد هامة وحيوية من عمل الفريق على إنتاج الفيلم الروائي متتبعا بأسلوب 'السينما المباشرة'، الذي يصور الحياة كما هي، مراحل إنتاج هذا الفيلم من البداية حتى النهاية، بكل ما صاحب هذا الإنتاج من تحديات وصعوبات متنوعة، تقنية وتمويلية، يجاهد فريق تصوير 'كوستا برافا' في الصمود أمامها وتخطيها بإرادة صلبة.
ويبرهن الفيلم التسجيلي اللبناني 'الرقص على حافة البركان'، أن إمكانيات ابتكار شكل مختلف غير تقليدي للفيلم التسجيلي إمكانية متجددة دوما، وهذا ينطبق أيضا على إمكانية صنع الفيلم من مواد لم يكن مخططا لها سابقا لكن اكتشافها المفاجئ يؤدي إلى ظهور فكرة جديدة تختلف عن فكرته الأولية وتغير من مسار الفيلم نتيجة اكتشاف واقع جديد.
أما فيلم ' كوستا برافا، لبنان '، فيشكل إضافة نوعية للسينما اللبنانية الجديدة، تبدو فيه لغته الجمالية والدرامية ذات منحى مبتكر باتكائه على معايير يجري فيها تصوير أحوال أسرة اختارت أن تقطن في بيئة ريفية ذات طبيعة خلابة، بعد أن وجدت في المدينة الكبيرة تلوثاً بيئياً، ثم لا تلبث الأسرة أن تواجه أزمة تتعلق باختيار منطقتهم الريفية الجديدة لتكون مشروعا لمكب نفايات في أرض مجاورة لسكن الأسرة، وفي هذا المناخ يدور نزاع بين الأسرة وأفراد ومؤسسات وجهات حكومية عملوا على هذا المشروع.
تبرز المخرجة ألوانا من الضغوط القاسية، التي تعرضت لها الأسرة بسبب وقوفها ضد المشروع، الامر الذي اثّر على طبيعة عيش العائلة، فهي منقطعة عما حولها، لا زيارات ولا اختلاط، بينما يلاحقها همّ النفايات وتلوث البيئة بشكل خطر من دون أن تنفع محاولات التواصل مع المسؤولين، الذين كانوا يخبرونه بأن المكب مدعوم من شخصيات في الحكومة وممول من فرنسا، وأن المكب سيعتمد المعايير العالمية، وأن النفايات سيعاد تدويرها، لكن لم يكن أحد يدرك حجم التغول الكامن لدى الفاسدين، وهو ما قاد الى أزمة جديدة أخذت تعصف بحياة الأسرة.
أدى الدور الرئيسي بالفيلم الذي اختاره لبنان لتمثيله في المنافسة على جوائز الأوسكار لعام 2022، الممثلة والمخرجة نادين لبكي، وإلى جوارها الممثل الفلسطيني صالح البكري، في دوري الزوج والزوجة، وهناك الممثلة اللبنانية ليليان خوري في دور الجدة، وجرى تصوير الفيلم في ظروف صعبة عقب مأساة انفجار مرفأ بيروت.
ويوثق فيلم 'تسعون' لقاءً مطولاً مع الأديب والمفكر اللبناني ميخائيل نعيمة في التاسعة والثمانين من عمره. صوّر المخرج مارون بغدادي الفيلم عام 1977، بعد ثلاث سنوات من اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، متنقلاً بين قرية نعيمة الأصلية بسكنتا، وخلوته في الشخروب، وبيته الساحلي في الزلقا، كما تضمّن الفيلم زيارة إلى متحف جبران في بشري. يتناول الحوار محطات حياة نعيمة المختلفة: طفولته، تعليمه، غربته في نيويورك، علاقته بالطبيعة، رؤيته للسياسة والحرب، موقفه من المرأة والطائفية، صداقته مع جبران خليل جبران، وتأملاته العميقة في الإيمان والوجود.
تكمن أهمية الفيلم في كونه وثيقة نادرة تُظهر أحد أبرز رموز النهضة الأدبية والفكرية في المشرق العربي في أواخر حياته، وهو يتحدث بوضوح ذهني ملفت عن مسيرته وأفكاره. لقد اختار بغدادي أن يصوّر نعيمة في بيئاته الحقيقية التي شكّلت وعيه وفكره، ممّا يمنح المشاهد فرصة لرؤية المفكر في علاقته مع المكان الذي طالما ألهمه وكان موضوعاً لكتاباته.
ويبرز هذا العمل قيمة التوثيق البصري للشخصيات الثقافية المؤثرة. فبدلاً من الاكتفاء بكتابات نعيمة، يمنحنا الفيلم الفرصة لرؤية طريقة تفكيره وتعبيره الحي. وتكمن قوة الفيلم تحديداً في بساطة مقاربته، إذ يفسح المجال لنعيمة للتحدث بحرّية دون تدخل سردي مفرط، مما يجعل من هذه الوثيقة أقرب إلى سيرة ذاتية مصوّرة ومُسجّلة بصوت صاحبها.
واعتاد قسم السينما في المؤسسة على تنظيم مثل تلك الفعاليات، حيث يتم اختيار نوع من أنواع السينما أو أفلام تم انتاجها في بلد معين، وعرضها على مدار عدة أيام، وذلك بهدف التعريف بنماذج سينمائية عربية وعالمية.