اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة الحقيقة الدولية الاخبارية
نشر بتاريخ: ٢ أيار ٢٠٢٥
وسط أزمة رسوم فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتقلبات حادة تشهدها السياسة العالمية، يجد الاقتصاد العالمي نفسه على أعتاب أزمة جديدة، يصفها خبراء بأنها الأكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.
فمع احتدام الحرب التجارية، وشح السيولة في الأسواق، وارتفاع معدلات التضخم بشكل متسارع، وتجاوز حجم الديون العالمية حاجز الـ 320 تريليون دولار، بالإضافة إلى تأثر الاستثمارات بتقلبات الأوضاع السياسية وتصريحات المسؤولين، يبرز تساؤل ملح: كيف يمكن للأفراد والمستثمرين التصرف في هذا المشهد الاقتصادي المضطرب؟
ويجمع الخبراء على ضرورة تبني استراتيجية ثلاثية الأبعاد للتصدي لهذه التحديات المحتملة، قوامها: الاحتفاظ بالسيولة النقدية، امتلاك الأصول العقارية، والتوجه نحو الذهب كملاذ آمن.
يوصي الخبراء بالاحتفاظ بسيولة نقدية تغطي نفقات ستة أشهر على الأقل لتوفير شبكة أمان في أوقات الأزمات الاقتصادية. كما يؤكدون على أهمية شراء العقارات لما توفره من استقرار في وجه التقلبات الاقتصادية. أما الذهب، فقد عاد ليتربع على عرش الملاذات الآمنة، مدعومًا بطلب عالمي غير مسبوق وتوقعات بوصول سعر الأونصة إلى 3700 دولار بحلول نهاية العام الجاري. ومع ذلك، ينصح الخبراء بالتعامل بحذر مع استثمارات الذهب من خلال الشراء المنتظم بكميات صغيرة بدلاً من الدفعات الكبيرة.
وفي ظل تراجع الثقة في النظام المالي العالمي وهيمنة الدولار، يرى محللون أن الوقت قد حان لإعادة تقييم وبناء المحافظ الاستثمارية بعقلانية ومرونة.
ويعزو العديد من المحللين هذه المخاوف الاقتصادية المتزايدة إلى السياسات التي تبنتها الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، وعلى رأسها الرسوم الجمركية التي فرضت على العديد من الدول حول العالم. وقد أثارت هذه الإجراءات ردود فعل دولية متباينة، كان أبرزها من الصين التي أبدت موقفًا أكثر صرامة في تعاملها مع الولايات المتحدة وكشفت عما تراه تجاوزات في السياسات الأميركية.
هذه 'الحرب الاقتصادية الباردة'، التي تتضمن حربًا تجارية وحرب عملات، تأتي في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي بالفعل من تحديات كبيرة، حيث لا تزال تداعيات جائحة كوفيد-19 تلقي بظلالها، بالإضافة إلى الآثار المستمرة للحرب الروسية الأوكرانية. يضاف إلى ذلك حجم الدين العالمي الهائل الذي تجاوز 320 تريليون دولار، والذي يمثل قنبلة موقوتة، فضلاً عن ارتفاع الأسعار ونقص الوظائف وشح السيولة في بعض القطاعات.
وفي ظل هذه الظروف المعقدة، يقدم الاقتصاديون مجموعة من النصائح الأساسية للأفراد لمواجهة التحديات المحتملة، تشمل: الاحتفاظ بالسيولة النقدية لتوفير مرونة وأمان في أوقات عدم اليقين، امتلاك الأصول العقارية لتوفير الاستقرار، الحفاظ على الاستقرار الوظيفي كأولوية قصوى في أوقات الأزمات، والبحث عن مصادر دخل إضافية لتعزيز الوضع المالي.
ويرى الدكتور ريان ليمند، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي في نيو فيجن لإدارة الثروات، أن العالم يمر بالفعل بمأزق سياسي طويل الأمد، مشيراً إلى التوترات المتصاعدة في مناطق مختلفة بالإضافة إلى الحرب التجارية التي أشعلتها الولايات المتحدة. ويوضح أن هذا التوتر السياسي لا بد أن يؤدي إلى توتر اقتصادي، مشيراً إلى أن الوضع الحالي يبدو مستقراً ظاهرياً طالما أن الولايات المتحدة قادرة على الاقتراض بلا حدود، لكن المشكلة تبدأ عندما تتشكك الجهات المقرضة في قدرتها على إدارة ديونها.
ويضيف الدكتور ليمند أن وصف الوضع الاقتصادي الحالي للولايات المتحدة بأنه 'أزمة' قد يكون مبالغاً فيه، لكنه يؤكد أن حل المشاكل الجيوسياسية المزمنة لن يحدث بين عشية وضحاها، وأن التوصل إلى اتفاق تجاري بين الصين وأميركا يبدو مستبعداً في ظل تصلب مواقف الطرفين. ويرجع ذلك جزئياً إلى الثقافة الصينية التي تقدر الكرامة وترفض أي استفزاز في التعاملات الدولية.
وفي خضم هذه الضبابية الاقتصادية، يشهد الذهب إقبالاً كبيراً كملاذ آمن، حيث ارتفعت مشتريات العالم من الذهب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام بمستويات غير مسبوقة منذ عام 2016. وتتوقع بنوك استثمارية كبرى مثل غولدمان ساكس أن الذهب هو الخيار الأمثل للتحوط من أي ركود اقتصادي قادم، وقد يتجاوز سعره 3700 دولار بنهاية العام الحالي.
وينصح الدكتور ليمند المستثمرين الكبار بالنظر إلى الانخفاض الحالي في أسعار الذهب كفرصة للشراء، أما بالنسبة للمستثمرين الصغار والأفراد، فينصح بالشراء بشكل شهري بمبالغ ثابتة كجزء من خطة ادخار طويلة الأجل، وتخصيص نسبة معينة من الراتب للاستثمار في الذهب، على سبيل المثال 20 بالمئة على الأقل.
ويقدم الدكتور ليمند نصيحة قيمة للشباب بضرورة توجيه الدفعة الأولى من مدخراتهم نحو شراء منزل أو شقة بدلاً من السيارة، مع التأكيد على أهمية الادخار المنتظم وتخصيص نسبة ثابتة من الراتب للادخار أولاً ثم إدارة المتبقي وفقاً للموارد المتاحة.
ويختتم الدكتور ليمند حديثه برسالة ملهمة للشباب، مؤكداً أن الحياة مليئة بالاختبارات وأن التجارب الصعبة هي التي تصقل الشخصية وتجعلنا أقوى، وأن الشخص الذي يواجه صعوبات مالية أو بطالة يمر بامتحان وعليه أن يسعى جاهداً لتجاوزه.
الحقيقة الدولية - وكالات