اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة رم للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٤ أيار ٢٠٢٥
رم - د. محمد بزبز الحياري
العناني يربكنا ويضعنا في حيرة من أمرنا، فوق الحيرة التي نمر بها بهذه التصريحات الصادمة والمفاجئة وهو الرجل العاقل الحصيف المتمكن والمخضرم بنفس الوقت ، ولا تنقصة الخبرة ولا كيفية اكل الكتف من موضعه ،هذه التصريحات التي أخذت منحى شاذ عما عُرف عنك وعن مسيرتك الطويلة وفتحت الباب ( والشهية) لاسئلة كبيرة تتهافت تلقائيا بذهن أي مراقب ومهتم وحتى على مستوى المواطن، خصوصا وانك ادليت بهذه التصريحات لقناة اسرائيلية ويتسائل الناس:
هل بلعت طعما ؟ام هل وقعت تحت تأثير اللحظة؟ واتجهت للمجاملة، وهل هذا الكلام يمكن ان يكون مجاملة بأي حال من الاحوال؟ ، ام انها افكار عن سبق اصرار وترصد كانت بوضع السبات وحانت الفرصة لإطلاقها.؟ وتكفلت بإطلاقها...
اما وقد كان ما كان وخرجت رصاصاتك بمقتل، فإني أرى انهم قد استعملوك ووظفوك (مجانا) ،
لقد بلورت وسوَقت علنا وبلسانك الفصيح لاهداف اليمين الاسرائيلي المتطرف وكذلك اهداف ترامب واصبحت مروجا لها من حيث تدري أو لا تدري واصبحت حجة علينا، وقبلت ان تكون ناطقا وتكفلت بايصال الرسالة للمعنيين، وحملت وزرا لم يكن غيرك ليحمله ... لقد قبلت ان تكون بالون اختبار و'ممسحة زفر'، ولمن؟؟؟ لا نعرف، لكنا لسنا بحاجة للكثير من الذكاء لمعرفة ذلك.
اعرف ان هذه التصريحات كان يجب ان يكون لها قائل ما ( من تلانا) اي قائل لا يتمتع بالصفة الرسمية منعا للاحراج، ولفتح جسر وتهيئة رأي عام، وكنت اتوقعها،في هذا الوقت تحديدا، للتمهيد لوضع ما ، يدور وترتسم ملامحه خلف الكواليس، وللأمانة كنت اتوقعها من دحلان مثلا او من هم على شاكلته، لكن ليس منك، لماذا رضيت على نفسك ان تكون 'بوز مدفع' وانت خارج المعادلة اصلا؟، لماذا هذا الخطاء الشنيع ؟، وقد قيل قديما غلطة الشاطر بعشرة لكنها هنا بالف واكثر.
قد تكون هذه قناعاتك الموضوعية، وقد تكون هذه القناعات مستمدة من واقع عملي مرحلي، وسبيل لمخرج من وضع معقد فرض نفسه على اطراف معينة بمعادلة الكر والفر الدائر رحاها حاليا بالمنطقة ،لكنه قد خانك التوقيت والعمر والحظ،
هذا الواقع الذي تقصده، انت معفي من الخوض به اصلا، ولا يعاني منه الا سياسي مُكرَه على امره ، وبشكل سري وهو في خضم التفاوض ليس الا ...واذا ما اضطر لإعلام الشارع فقد يقوم بدفع احدهم للبوح به علنا ليصل للعامة، حفاظا على صورته ومكانته، وقد كنت انت، وأجزم ان الكثير قد رفض هذه المهمة وتكفلت انت بها صاغرا او متبرعا وكلاهما سبة وعار...
جرت العادة ان يدعو الناس ربهم باواخر اعمارهم بحسن الختام، وأظنها قد فاتتك وهرولت بقدميك لنقيضه.