اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٤ أيار ٢٠٢٥
الاردن يتراجع ١٥ مرتبة في مؤشر حريات مراسلون بلا حدود ..لماذا يحافظ الاعلام الغربي على ترتيبه المتقدم ؟!!! #عاجل
كتب احمد الحراسيس - أظهر تصنيف 'مراسلون بلا حدود' تراجع تصنيف الأردن على مؤشر الحريات بواقع (15) مرتبة ضمن التصنيف الذي يشمل (180) دولة.
وحلّ الأردن في المرتبة (147) حسب تصنيف العام 2025، بعدما كان يحتلّ المرتبة (132) في العام الماضي 2024.
اللافت أن 'مراسلون بلا حدود' لم تذكر في ملفّها الخاصّ بالأردن الأسباب والوقائع التي أدت إلى تراجع تصنيف المملكة على مؤشر الحريات الإعلامية خلال العام الماضي، واكتفت بتحليل عامّ لوضع الحريات الإعلامية.
يبدو ان مؤشر الحريات لدى مراسلون بلا حدود ما عاد حساسا للانتهاكات للمهنة وادبياتها واخلاقياتها ، حيث لم يتأثر ابدا بالسقوط المهني المدوي لكبريات وسائل الاعلام الغربية وانحيازاتها غير الموضوعية حد التواطؤ ،وتجاهلها الكامل لما يرتكب من جرائم ضد الانسانية في غزة والضفة الغربية ، فحافظت هذه الوسائل جميعا والدول التي تعمل بها على ترتيبها المتقدم !!!!
كنا نتوقع ان ينقلب الترتيب رأسا على عقب ، فسيطرة الحكومات والعسكر ورأس المال على وسائل الاعلام الغربية وسياساتها التحريرية كان السمة الابرز في العامين المنصرمين ،الامر الذي كان يتطلب مراجعات جراحية لمؤشر الحريات واعادة النظر في الترتيب بشكل جذري ، دول عديدة في العالم الثالث احتفظت فيها وسائل الاعلام بدرجات معقولة من التوازن والموضوعية والمهنية ، وهذه الدول كان يفترض ان تتصدر الترتيب وليس تلك التي سقطت وسائل اعلامها في اختبار الحيدة والموضوعية ..
تخيلوا مثلا ان الاعلام البريطاني العريق بكل انواعه المقروء والمرئي والمسموع ، تجاهل كل حالات الملاحقة البوليسية والقانونية لصحفيين ونشطاء انحازوا للحقيقة ، تجاهلوا مثلا عمليات الاعتقال والتوقيف لصحفيين وازنين على غرار' ريتشارد ميدهيرست 'ولم تتطرق هذه الوسائل كبيرها وصغيرها ، ولو بخبر متواضع واحد عن ملاحقته وسجنه ومصادرة اجهزته وعملية ترويعه واتهامه بدعم الارهاب ؟!! ومع هذا حافظت هذه الوسائل على ترتيبها المتقدم ،رغم هذا الانحدار والانحطاط المهني منقطع النظير ..
تخيلوا ان الاعلام الامريكي الذي ما زال يغض الطرف عن الانتهاكات المتكررة لحرية التعبير وحرية التجمع والتظاهر في الجامعات وعمليات الملاحقة والاعتقال لنشطاء وطلبة ومقيمين دون اي سند قانوني ، ويمعن في الانحياز للرواية الاسرائيلية متجاهلا ما يرتكب من مجازر في غزة بمشاركة ودعم حكومة بلاده ، ومع ذلك يحافظ على ترتيب متقدم على مقياس مراسلون بلا حدود ؟!!
لا نريد ان يفهم تشكيكنا بمؤشر حريات مراسلون بلا حدود بانه رد على تراجع ترتيبنا على هذا المؤشر ، لا ابدا ، نعترف باننا متأخرون ، وواقع الحريات عندنا في اسوأ حالاته ، ولكن هذا لا يعني بان الاعلام الغربي بحالة افضل من حالتنا وواقع افضل من واقعنا ، اظن ان خسارته اكبر بكثير ...
اليوم، ونحن نعمل في مهنة الإعلام ونرصد الاداء البائس والمخجل لكبريات وسائل الإعلام، نلمس بوضوح حجم هيمنة الحكومات ورأس المال على كلّ وسائل الإعلام العالمية، وهو ما يترجم قول 'مراسلون بلا حدود' لدى وصفها المشهد الإعلامي في بعض الدول بأنه 'متجانس ويتسق مع الرؤية السياسية للدولة' ، وهذا توصيف دبلوماسي لا يليق ولا يرقى لحجم ما يرتكب من ممارسات تعد خروجا فاضحا عن مبادئ مهنة الصحافة ومواثيقها واخلاقياتها .