اخبار الاردن
موقع كل يوم -سواليف
نشر بتاريخ: ١٣ أيار ٢٠٢٥
#رسالة #أوجلان و #حل_الحزب.. ما بعد الدولة القومية
#محمود_أبو_هلال
كل المجتمعات والأمم في مختلف حقب التاريخ هي حصيلة تجانس. فكلما ابتعد التجانس عن الارتياب من التعد، كان عاملا مهما في وحدة المجتمعات واستقرارها.
إذا.. الانسجام لا يكون عنوانا للاستقرار. وكذا التعدد ليس عنوان أزمة. وقد نقول: كلما سادت المواطنة التامة دون تمييز قومي أو ديني إئتلف المختلف وكلما سادت سياسات التمييز القومي أو الديني انفجر المؤتلف.
قياسا على ما سبق.. يمكننا قراءة رسالة المناضل أوجلان إلى رفاقه في حزب العمال الكردستاني ومن ثم قراره بحل الحزب قرارا صائبا، وليس خيانة كما هرف بعض الرفاق، وليست استسلاما كما أولها بعض المؤدلجين. بل هي تخل عن الاقتداء بالنموذج المعتدي الذي يقاومونه (قهر قومي يقابله انفصال قومي) بل قبول بانتقال النظرة القومية إلى النظرة الديمقراطية، وهي دعوة ليست جديدة على أوجلان المناضل السياسي بل تنام في مؤلفاته.
رسالة عبد الله أوجلان ومن ثم حل الحزب الذي نشأ 1978 في فترة
الحرب الباردة. وقتها كان التحزب على قاعدة الماركسية اللينينة لا يزال ذا معنى. يمكن قرائتها في سياق ارتخاء قبضة التشدد القومي الاختزالي الأتاتوركي، بعد أن نجح حزب أوردوغان في فرض نسق ديمقراطي تعددي على الدولة التركية واستطاع الحد من سطوة المؤسسة العسكرية وريثة الأتاتوركية.
لقد كان لحزب العمال الكردستاني معنى حين كان يحارب جيشا يتحكم في المشهد السياسي. الآن صار يحارب دولة ديمقراطية، تصبح معها كل ممارسة للعنف إرهابا لا مبرر له.
لذلك يبقى نموذج دولة المواطنة هو البديل الراهن الذي يجعل المختلف يأتلف والمرتاب يطمئن. مواطنون لا رعايا. الكل سواسية أمام القانون دون أدنى تمييز.