حادثة اللويبدة .. ماذا بعد ذلك؟

بداية أقدّم خالص التعازي والمواساة بهؤلاء الشهداء الذين سقطوا دون ذنب لهم ، وأواسي العائلات الثكلى وأتمنى من الله أن يمنّ عليهم بالصبر ، والدعاء بالشفاء العاجل للمصابين.

حادثة مؤلمة بكل المقاييس ، لم نعهدها من قبل ، ولكن قدّر الله وما شاء فعل ، ولسنا بوارد تحميل المسؤولية لأي طرف ، فالقضاء يقوم بهذه المهمة ونحترم ذلك .

ولكن ، ماهو المطلوب اليوم لتفادي مثل هذه الحوادث وخاصة في العاصمة عمان ومناطقها القديمة والتي بات من المفروض الإنتباه لها جيدا .

هناك العديد من الأبنية القديمة في عمان ، لا باس ، بعضها قد يعمّر مئات السنين ، والبعض الآخر يجب الوقوف عنده ، وهذه مسؤولية أمانة عمان والجهات ذات العلاقة .

المسألة باتت حتمية لوضع قاعدة معلومات عريضة بكافة الأبنية في عمان وربما أيضا في مدن أخرى ، والقيام بجولات دائمة لاستكشاف البنايات التي تستحق صيانة أو حتى هدم لئلا نكون أمام حادثة مؤلمة أخرى لا قدّر الله .

المسؤولية القادمة مسؤولية كبيرة ، وعلى الجهات المعنية أن تبدأ من هذه اللحظة وعدم المماطلة والتأجيل ، مع ضرورة العمل على توجيه نصائح وارشادات دائمة ، فما جرى في اللويبدة كان جرس إنذار علينا جميعا سماع صوته المدوّي في كافة أرجاء الوطن .

ندعو الله تعالى أن يجنبنا جميعا الكوارث ويبعد عن بلدنا كل مكروه ، والرحمة لكل من قضوا في الحادث الأليم ، والشكر الموصول لرجال الدفاع المدني الأشاوس ، وكل من ساهم في عمليات الإنقاذ .