مشروع عنف منظم

 بقلم: أسرة التحرير  28/4/2024

يوم الجمعة 12 نيسان، قبل نحو يوم من العثور على جثة الفتى بنيامين احيمئير من بؤرة ملاخيه هشالوم الاستيطانية الذي قتل، وثقت تسع اعتداءات لمواطنين إسرائيليين ضد فلسطينيين، وأساسا في المنطقة التي بين رام الله ونابلس. وفي الغداة وثق أكثر من 55 اعتداء لمواطنين إسرائيليين ضد فلسطينيين. شابان فلسطينيان قتلا بنار المواطنين الإسرائيليين والعشرات أصيبوا بنار حية بينما كانوا يسعون لحماية قراهم، أبناء عائلاتهم وأصدقائهم. أحرق المعتدون أكثر من عشرين بيتا وعشرات السيارات كما أفسدوا أشجار زيتون ومعدات زراعية. الاعتداءات 'الأخف' تضمنت إغلاق مخارج القرى، ضرب عائلة في أرضها ورشق حجارة على سيارات مسافرة.

الميل الفوري هو لرؤية انفجار العنف مظاهر أسى وحزن عفوية لسكان المستوطنات والبؤر الاستيطانية في المنطقة على الموت العنيف للفتى. لكن تنسيق الاعتداءات يدل على انها بعيدة عن العفوية. سكان من قرية المغير، الذين اعتدي عليهم في يوم الجمعة وفي يوم السبت أيضا، لاحظوا أن عشرات الغزاة  – الذين مروا بسهولة على ثلاث سيارات جيب عسكرية – انفصلوا إلى عدة وحدات عملت في وقت واحد في عدة أحياء في القرية.

في الحي الشمالي لاحظوا أن الوحدة انقسمت إلى عدة خلايا: واحدة كانت مسؤولة عن رشق الحجارة وتحطيم نوافذ السيارات والبيوت، الثانية انشغلت بالإحراق والثالثة حرصت على توريد الحجارة للرشق. الخلية الأكبر – التي كان فيها مسلحان ببندقيتين وبضعة مسلحين بمسدسات وعصي – انتشرت في الميدان، على ما يبدو لأهداف الإشراف والحراسة. أحراق كل سيارة، كما يشهد سكان الحي، كان بواسطة إلقاء غرض واحد اشتعل على الفور. مصدر أمني قال إن هذه الوسيلة ليست معروفة للجيش. مهما يكن من أمر، كان الحديث يدور عن اشتعال سريع للهيب تعاظم فقط حين حاولوا اطفاءه بالماء.

قيل لـ 'هآرتس' إن ثلاثة مشبوهين في الاعتداء اعتقلوا في 12 نيسان، أربعة أوقفوا وسرحوا ومنذئذ اعتقل ثمانية آخرون. تدل التجربة بأن الاعتقالات والتوقيفات ليست رداعة. فمنذ سنين وعنف المستوطنين يمنع وصول الفلسطينيين إلى أراضيهم وإلى مراعيهم، بل وأجبر عشرات التجمعات السكانية من الرعاة إلى النزوح من أماكنهم.

المستوطنون لا يحتاجون إلى ذريعة أو مبرر. لعنفهم المنظم، بما في ذلك إقامة بالجملة للبؤر الاستيطانية التي تشرعن لاحقا – توجد نية واتجاه. هدفهم ينسجم مع أحد الأهداف المعلنة للحزب الأقوى في الحكومة، الصهيونية الدينية، أي: طرد الفلسطينيين من أرضهم ووطنهم. محظور على الأغلبية في إسرائيل – مواطنين ومؤسسات - أن يواصلوا السماح بهذا العنف المنظم والخطير والموافقة عليه وكأنه ليس من مسؤولية إسرائيل ولا يتم باسم إسرائيل.