سمعة التعليم العالي لا تُشترى

أثار تصريح معالي وزير التعليم العالي حول قيام بعض الجامعات الأردنية بدفع مبالغ مالية لتحسين مواقعها في التصنيفات العالمية، تساؤلات عميقة حول الأولويات التي يجب أن تلتزم بها الجامعات في عملها.

نحن مع الارتقاء بسمعة التعليم العالي، لكن السمعة لا تُشترى، بل تُبنى بالصبر والعمل والبحث العلمي الجاد وخدمة المجتمع، وتحسين نوعية التعليم والبيئة الجامعية، وليس بمجرد دفع الأموال لتحقيق أرقام لا تعكس الواقع.

يأتي هذا الحديث في الوقت الذي أطلقت فيه الوزارة مؤشر النزاهة الأكاديمية في الجامعات الأردنية، وهي خطوة مهمة لتعزيز الثقة والشفافية ومكاشفة الرأي العام بحقيقة أداء الجامعات في البحث العلمي والتعليم والريادة وخدمة المجتمع، بعيداً عن الشعارات والأرقام المعلقة على الجدران.

ترتيب الجامعات مهم، لكن الأهم أن يكون ناتجاً عن جهود حقيقية ( نتيجة وليس هدف) وذلك من خلال أبحاث منشورة في مجلات محترمة، خريجون أكفاء، فرص عمل حقيقية، بيئة أكاديمية محفزة، وممارسات مالية وإدارية شفافة.

نريد جامعاتنا قوية بطلابها، بأساتذتها، ببحوثها، بمبادراتها، لا قوية بأرقام وهمية في تصنيفات مدفوعة من قبل بعض الجامعات.

نثق بأن من حق المجتمع أن يعرف الحقائق كما هي، وأن يدعم الجامعات التي تحترم نفسها وطلابها ومجتمعها، وأن نسعى جميعاً لرفع اسم الأردن عالياً في التصنيفات العالمية بعلم حقيقي، وجهد حقيقي، وإنجاز حقيقي.

والله ولي التوفيق..