اخبار الاردن
موقع كل يوم -سواليف
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
#سواليف
روى الطبيب الفلسطيني #أحمد_مهنا، #تفاصيل_صادمة عن اعتقاله وتعذيبه داخل #السجون_الإسرائيلية، بعد أن أُوقف في الأشهر الأولى من الحرب على قطاع غزة أثناء عمله في مستشفى العودة بشمال القطاع، مؤكدًا أن #الاحتلال “يتعمد استهداف #إنسانية_الأطباء وكسر إرادتهم”.
وقال مهنا في حديثه للجزيرة مباشر إنه اعتُقل من أحد مقرات مستشفى العودة في شمال غزة، حيث كان يؤدي عمله الطبي، ثم نُقل إلى سجن سدي تيمان، ليبدأ هناك سلسلة من التحقيقات القاسية التي تخللها تعذيب جسدي ونفسي شديد على أيدي ضباط من جهازي الشاباك واستخبارات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح الطبيب أنه خضع لـ12 جلسة تحقيق متواصلة استمرت ساعات طويلة تراوحت بين ساعتين و8 ساعات، قائلا: “بدأت رحلة العذاب والإهانة منذ لحظة الاعتقال. في سدي تيمان كانت الجلسات تتناوب بين الشاباك واستخبارات الجيش. كنت مقيد اليدين طوال 24 يوما لم تُفكّ الأغلال عني، ولم أرَ الضوء إلا بعد تلك الأيام”.
ويصف مهنا أساليب التعذيب التي تعرض لها بأنها “ممنهجة ومهينة”، موضحًا أن الجنود كانوا يتعمدون إذلاله وإفقاده إنسانيته.
وقال بحرقة: “ربطوني من الخلف، ووجهي إلى الأمام مع رجلي، وثبّتوني في الحائط لساعات طويلة. كانوا ينزعون حذائي ويجبرونني على الوقوف على أرض مليئة بالحصى والمسامير حتى سال الدم من قدميّ. كانوا يتركونني في البرد القارس حتى ازرقّ جسدي من شدة التجمد”.
وأضاف: “كنت أرتجف من البرد لدرجة أنني لم أستطع الرد على أسئلتهم أثناء التحقيق. كانوا يريدون أن يذلونا، وأن يسلبونا إنسانيتنا وعزيمتنا”.
وتحدث الطبيب عن محطة أخرى أطلق عليها المعتقلون اسم “الكلّابة”، وهي مركز يُستخدم للفحص الطبي والتفتيش، قائلا: “في الكلّابة، أطلقوا علينا الكلاب الضخمة، كانت تهاجمنا ونحن مكبّلون على الأرض، ومن يرفض النهوض يتعرض للضرب من الجنود. أصبت بكسور في الجانبين الأيمن والأيسر من جسدي”.
تعذيب مضاعف للأطباء
وأشار مهنا إلى أن الاحتلال يتعامل مع الأطباء بطريقة مختلفة عن باقي المعتقلين، موضحًا أن قوات الاحتلال “تعتقد أن الأطباء يمتلكون معلومات عن المقاتلين أو المصابين”، ولذلك يتعمدون تعذيبهم وإهانتهم بشكل مضاعف.
وأكد الطبيب أن العديد من الأطباء المعتقلين أصيبوا بأمراض جسدية ونفسية خطيرة، واستشهد عدد منهم تحت التعذيب، لافتًا إلى أن ما عاشه لم يزد الأطباء إلا إصرارًا على أداء رسالتهم الإنسانية.
واختتم مهنا حديثه برسالة تعبّر عن صموده قائلا: “كنت أعلم أن مَن أمامي عدوّ حاقد، يريد إذلالي، لكن ذلك زادني يقينًا أننا شعب مظلوم، وأن هذه المرحلة ستنتهي، وستبقى إنسانيتنا أقوى من قيودهم”.
يُذكر أن الطبيب أحمد مهنا أحد العاملين في المجال الإغاثي والطبي في غزة، وكان ضمن الطواقم التي عملت على إنقاذ الجرحى والمصابين خلال الحرب، قبل أن يعتقله الاحتلال الإسرائيلي في حملة استهدفت العاملين في القطاع الطبي.
واستشهد أكثر من 1400 شخص من العاملين في القطاع الطبي خلال حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت أكثر من عامين على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، واعتقل العشرات منهم في سجون الاحتلال.