اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ١٤ أيار ٢٠٢٤
وسعت آلة الحرب الصهيونية توغلها، امس، في مدينة رفح جنوب قطاع غزة لتتجاوز شارع صلاح الدين باتجاه الغرب نحو حيي الجنينة والسلام، بالتزامن مع تكثيف الغارات المدفعية والجوية على المدينة التي شهدت خلال أسبوع تهجير نحو 350 ألفا.
وكثف جيش الاحتلال هجماته المدفعية والجوية على مخيم وبلدة جباليا شمال قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، في ظل عدم مقدرة فرق الإسعاف والدفاع المدني والإنقاذ على الوصول إلى المنازل المستهدفة بسبب تواصل القصف.
وفي التفاصيل، وسعت قوات الاحتلال توغلها في مدينة رفح باتجاه حيي الجنينة والسلام غرب شارع صلاح الدين، ما يعني أنها دخلت إلى عمق المناطق السكنية بالمدينة.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد القصف الجوي والمدفعي الذي يستهدف منازل في مناطق متفرقة من مدينة رفح خاصة في شرقي ووسط المدينة.
وأفادت مصادر طبية في المستشفى الكويتي التخصصي في رفح، بأن 8 شهداء و3 إصابات وصلوا إلى المستشفى خلال الساعات الماضية، جراء الغارات الصهيونية المتواصلة على المدينة.
وركزت الطائرات الحربية غاراتها العنيفة على أحياء البرازيل والسلام والتنور والشوكة شرقي ووسط رفح، بينما أطلقت طائرات 'الكواد كابتر' المسيرة نيرانها بشكل كثيف في المناطق الشرقية للمدينة.
ولليوم الثالث على التوالي، لا يتوقف القصف المدفعي والجوي على مخيم وبلدة جباليا، ما أدى إلى تدمير العشرات من المنازل وتهجير آلاف الفلسطينيين من المخيم إلى مناطق غربي مدينة غزة.
وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال المتوغلة في مخيم جباليا هجرت مئات النازحين من مراكز إيواء بالمخيم نحو غربي غزة.
وقالت مصادر طبية في مستشفى 'كمال عدوان' في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، إن جيش الاحتلال يستهدف مركبات الإسعاف التي تتحرك لنقل المصابين في مخيم جباليا.
وأشارت المصادر إلى أنه تم انتشال نحو 25 شهيدا وعشرات المصابين في مناطق متفرقة من مخيم جباليا، فيما ما يزال عدد آخر من الشهداء والجرحى عالقين تحت أنقاض المنازل المدمرة ولا يمكن الوصول إليهم.
وفي مدينة غزة، تواصل قوات الاحتلال توغلها في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة، وتنفيذ غارات جوية ومدفعية على عشرات المنازل في الحي، وحي الصبرة المجاور، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، خلال الليلة قبل الماضية وصباح امس.
وقصفت الطائرات الحربية مجموعة من المنازل في محيط كنيسة القديس بورفيريوس في حي الزيتون.
كما استُشهد ثلاثة فلسطينيين في قصف جوي استهدف منزلا لعائلة الحمامي في حي الصبرة بينهم عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة.
واستُشهدت امرأة وأصيب 10 آخرون جراء قصف منزل في حي الشجاعية شرق غزة.
الى ذلك، استبدل رئيس حكومة الاحتلال، 'بنيامين نتنياهو'، هدف القضاء على حركة 'حماس' في قطاع غزة، عقب فشل تحقيقه، بخطة نفي قادتها خارج القطاع، في إطار مداولات متباينة بالكيان المحتل لشكل الحكم في غزة بعد الحرب، وسط اتساع قاعدة المعارضة الداخلية المطالبة بإتمام اتفاق تبادل الأسرى.
ويدور نقاش داخل حكومة الاحتلال حول 'نفي قادة حماس'، بعدما كان هدفها المعلن يتمثل في القضاء على الحركة، والذي لم يلغ من خطتها نهائياً ولكن صيغته قد تغيرت إلى 'النفي'، وذلك في حال استسلامها وإلقاء سلاحها وإعادة الأسرى، كشروط مسبقة لإنهاء العدوان المتواصل ضد قطاع غزة، وهو الأمر المرفوض من قبل المقاومة الفلسطينية.
وتشكل تلك المزاعم جزءاً محورياً من خطة الاحتلال لشكل الحكم في غزة ما بعد الحرب، بحيث تكون إدارته، بحسب ادعاءات 'نتنياهو'، من قبل السكان المحليين غير المنتمين لحماس، وذلك في أعقاب خطة إبعاد قادة الحركة خارج القطاع.
غير أن تلك الخطة لم تجد تأييداً كبيراً داخل الكيان المحتل، لاسيما بعد رفض السلطة الفلسطينية عرضاً تقدمت به الولايات المتحدة وسلطات الاحتلال من أجل استلام إدارة معبر رفح من الجانب الفلسطيني الذي يسيطر عليه الاحتلال، وفق ما نقلته 'القناة 12' بالكيان المُحتّل.
وبحسب نفس القناة؛ فإن الرئيس محمود عباس رفض عرض الإدارة الأميركية والاحتلال بشأن عودة السلطة الفلسطينية لإدارة معبر رفح، وأنه غير مستعد لإرسال قوات الأمن الفلسطينية طالما أن العدوان مستمر ضد قطاع غزة ولا يوجد أفق للاتفاق على وقف إطلاق النار.
وقد سبق للرئيس عباس تأكيده بضرورة وجود خطة شاملة، تشمل وقف العدوان ضد غزة وتمهيد الطريق للمفاوضات بشأن الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.
يأتي ذلك في ظل اتساع قاعدة المعارضة داخل الكيان المُحتل لعراقيل 'نتنياهو' بشأن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، بينما يتساقط جنود الاحتلال 'سُدى في غزة والشمال'، مطالبين بعقد 'صفقة' تهدئة وتبادل الأسرى فوراً، وفق وسائل إعلام الاحتلال.
وأوصى قادة كبار في المؤسستين الأمنية والعسكرية في الكيان المُحتل، أمس، حكومة 'نتنياهو' لعقد 'صفقة' تهدئة شاملة، من أجل الوضع في قطاع غزة، مع بقاء رئيس حركة 'حماس' في القطاع، يحيى السنوار، وإعادة كل أسرى الاحتلال، وإجراء تهدئة في شمال فلسطين المحتلة.
وقد عبّر عن منسوب السخط المتنامي داخل الكيان المحتل عدد من المسؤولين، مثل رئيس أركان جيش الاحتلال السابق، 'دان حالوتس'، الذي اعتبر أنه لا يوجد أي هدف لنتنياهو من الحرب، بينما يتساقط جنود الاحتلال في القطاع سُدى، داعياً حكومة 'نتنياهو' للعمل على إطلاق أسراهم وفق مطالب 'حماس'، بحسب ما نقلته وسائل إعلام الاحتلال.
وتطالب 'حماس'، والمقاومة الفلسطينية، باتفاق يُنهي عدوان الاحتلال ضد قطاع غزة بشكل كامل، وانسحاب جيش الاحتلال من كامل القطاع، وعودة النازحين الفلسطينيين إلى أماكن سكناهم، وإعادة إعمار القطاع، واتفاق تبادل الأسرى بشكل جاد.
وفي الأثناء؛ أكدت حركة 'حماس' ان 'التصريحات الصادمة التي أدلى بها السيناتور الأميركي 'ليندسي غراهام'، والتي اقتَرَح من خلالها أن يقوم الاحتلال الفاشي بضرب غزة بقنبلة نووية؛ تدلل على عمق السقوط الأخلاقي الذي وصل إليه'.
وقالت الحركة، في تصريح لها أمس، إن تصريحات 'غراهام'، أيضاً، 'تدلل على عقلية الإبادة والاستعمار التي تسكنه، مع قطاعات من النخبة السياسية في الولايات المتحدة، والمتماهية مع جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، ينفّذها جيش الاحتلال المتجرّد من الأخلاق ضد مدنيين عُزَّل'.
وأدانت 'حماس' هذه الدعوات والمواقف، التي تأتي في سياق 'تقديم فروض الولاء للاحتلال الفاشي، والتي تجعل أصحابها شركاء في حرب الإبادة'.
ودعت 'أحرار العالم إلى إدانة هذه المواقف واستنكارها، ومواصلة الضغط لوقف العدوان وحرب الإبادة والتجويع ضد الشعب الفلسطيني'.
يأتي ذلك بالتزامن مع قيام الاحتلال بتوسيع توغله في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، وتكثيف الغارات المدفعية والجوية على المنازل في مناطق متفرقة من المدينة التي شهدت خلال أسبوع تهجير نحو 350 ألف فلسطيني، وفق الأنباء الفلسطينية.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فقد أسفر عدوان الاحتلال المتواصل ضد قطاع غزة عن استشهاد 35,034 فلسطينياً، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة 78,755 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ ما يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
