اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة رم للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٤ حزيران ٢٠٢١
رم -
بقلم المهندس عامر عليوي/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنيةكشفت الأزمة الصحية عن هشاشة المنظومة الإدارية، حيث لم تتمكن المؤسسات من التكيف مع الإجراءات الاستثنائية نظرا للطابع التقليدي الغالب على التعاملات، وكشفت أزمة كورونا عن نقائص كبيرة يشكوها الجهاز الإداري مما جعل البلاد تسقط في دوامة الركود، والمؤسسات والمرافق العامة تتعطل بفعل غياب الوسائل الرقمية الحديثة الضامنة لاستمرارية التعاملات.
إن تأخر عملية الرقمنة سببه غياب إرادة سياسية حقيقية في تطوير وتحديث الإدارة حيث تقتصر هذه الخطط على مجرد شعارات يُتغنى بها على القنوات التلفزيونية، والسبب الثاني يتعلق بغياب جانب التحفيز والتجديد للكفاءات الشابة التي لها من الأفكار والإمكانيات العلمية ما يمكنها من المبادرة بتقديم حلول وبراءات اختراع جديدة تسهم في الدفع التكنولوجي.
يقول طبيب الاعصاب نايف الروضان، من جامعة أكسفورد، ورئيس برنامج العوامل الجيوسياسية وتحديات المستقبل العالمي بمركز جنيف للسياسة الأمنية: 'إذا لم تساير الحكومات تغيرات العصر، ستقل قدرتها تدريجيا على تلبية احتياجات الشعب، ومن ثم يزداد السخط الشعبي عليها، ويشعر المواطنون أنهم حُرموا من حقوقهم التي يكفلها لهم القانون، ومع الوقت، سيثور هؤلاء الناس ويسببون المشاكل، لأنهم قد بلغ بهم الإحباط مداه'.
وتقول ألينكا سميركولج، وزيرة الدولة لشؤون التطوير والمشروعات الاستراتيجية والتعاون في سلوفينيا: 'في ظل العولمة، ارتفعت توقعات الناس، وأصبح الحكم أصعب من أي وقت مضى، وأدركنا أننا لا يمكن أن نواصل مزاولة أعمالنا كالمعتاد، وأن علينا أن نبدأ بالتغيير'.
إن قيادة التحول الرقمي في القطاع العام يحتاج الى صُناع سياسيات يُدركون إمكانات الحلول الرقمية ولديهم رؤية شاملة لأهمية الحكومة الرقمية، وأن المستقبل للخدمات الرقمية، وأن الحكومات ستدار في نهاية المطاف عبر الإنترنت، وان هذه الفكرة مرشحة لتكون إحدى الأفكار الكبرى في القرن الحادي والعشرين.
تقول هيلين مارغيتس، أستاذة المجتمع والإنترنت بجامعة أكسفورد ومديرة معهد أكسفورد للإنترنت: 'لا تعدو شركة أمازون أن تكون موقعا على الإنترنت، أليس كذلك؟ وعندما تذكر اسم أمازون لا تتخيل مبان محددة، فهل ترتبط الحكومة في ذهنك بالمباني؟ ربما لا، فالحكومة ما هي إلا موقع على الإنترنت حاضرا ومستقبلا'.
آن الأوان ان تتخذ الحكومة قرارات لتخوض غمار التجديد والابتكار مثل استونيا وإطلاق مبادرة جريئة بعنوان 'إي جوردن'، تتظافر فيها جهود الجميع لنقل جميع الخدمات الحكومية إلى منصة واحدة عبر الإنترنت.
وختاماً: 'لا يمكن أن ننتظر حتى تنصلح الأمور من تلقاء نفسها، ولا يمكن أن نعيد استخدام حلول عفا عليها الزمن أيضا'.
في قابل الأيام 'وان كان في العمر بقية' قد أكتب مقالا اخرعن 'المواطنة الرقمية'. دمتم بود